تشنيع الشوكاني على القبوريين، وبيان سوء اعتقادهم
ويتفرع عن ذلك عناوين متنوعة
وإذا عرفت هذا، فاعلم أن الرزية كل الرزية، والبلية كل البلية أمر غير ما ذكرنا من التوسل المجرد، والتشفع بمن له الشفاعة، وذلك ما صار يعتقده كثير من العوام وبعض الخواص وفي المعروفين بالصلاح من الأحياء من أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله -جل جلاله- ويفعلون ما لا يفعله إلا الله -عز وجل- حتى نطقت ألسنتهم بما انطوت عليه قلوبهم، فصاروا يدعونهم تارة مع الله، وتارة استقلالا، ويصرحون بأسمائهم، ويعظمونهم تعظيم من يملك الضر والنفع، ويخضعون لهم خضوعا زائدا على خضوعهم عند وقوفهم بين يدي ربهم في الصلاة والدعاء، وهذا إذا لم يكن شركا فلا ندري ما هو الشرك؟ وإذا لم يكن كفرا فليس في الدنيا كفر. في أهل القبور،