[ ص: 56 ] الأدلة الشرعية على حرمة بناء القباب
واتخاذ المساجد والسرج على القبور
ومن ذلك ما ثبت في "الصحيحين" عنه -صلى الله عليه وسلم- عند موته: أنه كان يقول : "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا".
وأخرج عن مسلم أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: جندب بن عبد الله: "إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك".
وأخرج بسند جيد، أحمد وأبو حاتم في صحيحه عن مرفوعا: ابن مسعود "إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد".
والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وفيها التصريح بلعن من اتخذ القبور مساجد، مع أنه لا يعبد إلا الله، وذلك لقطع ذريعة التشريك، ودفع وسيلة التعظيم.
وورد ما يدل على أن عبادة الله عند القبور بمنزلة اتخاذها أوثانا تعبد.
أخرج في "الموطأ": أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: مالك "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
وبالغ في ذلك حتى كما أخرجه أهل السنن من حديث لعن زائرات القبور، قال: ابن عباس "لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج".
ولعل وجه تخصيص النساء بذلك: ما في طبائعهن من النقص المفضي إلى الاعتقاد والتعظيم بأدنى شبهة.
ولا شك أن علة ورفعها وزخرفتها: هي ما ينشأ عن ذلك من الاعتقادات الفاسدة، كما ثبت في [ ص: 57 ] "الصحيح" عن النهي عن جعل القبور مساجد، وعن تسريجها وتجصيصها، -رضي الله عنها-: عائشة ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنيسة رأتها بأرض الحبشة، وما فيها من الصور، فقال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل، أو العبد الصالح، بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله". أم سلمة أن
ولابن خزيمة عن مجاهد: أفرأيتم اللات والعزى قال: كان يلت لهم السويق، فمات، فعكفوا على قبره.