فصل [فيمن أوصى لأخيه وهو أحد ورثته ثم ولد له ولد]
وقال ابن القاسم ، فالوصية جائزة; لأنه قد تركها بعد ما ولد له فصار مجيزا لها ، قال غيره : الوصية جائزة وإن لم يعلم بالولد . وهذا صواب; لأن الميت قد كان راغبا أن تكون له الوصية مع الميراث ، فإذا سقط الميراث كان أبين في أنه يمضيها له ، وإن ولد له بعد موته وكان عالما بالحمل مضت الوصية . فيمن أوصى لأخيه وهو أحد ورثته ثم ولد له ولد
ويختلف إذا لم يعلم ، وإن أوصى له وله ولد يحجبه فمات الولد قبل أبيه سقطت الوصية; لأنه صار وارثا ولا وصية لوارث . ولو أوصى في صحته [ ص: 3599 ] لامرأة بوصية ثم تزوجها في صحته بطلت الوصية; لأنها وارثة ، وإن تزوجها في مرضه لم تبطل الوصية . وكذلك إن أوصى لها في المرض ثم تزوجها في المرض; لأن النكاح فاسد وهي غير وارثة . وإن تزوجها في الصحة ثم طلقها في المرض ثم وصى لها كانت الوصية باطلة; لأن ، وإذا كانت وارثة لم تصح الوصية وسواء كان الطلاق برضاها أو بغير رضاها . وأرى إذا كان الطلاق بسؤال منها ألا ميراث لها ، ولها الوصية إذا كانت مثل ميراثها فأقل ، فإن كانت أكثر لم تعط الزائد; لأنهما يتهمان أن يكونا عملا على ذلك . قال الطلاق في المرض لا يبطل الميراث محمد : لأنها إنما تخرج من ثلثه . [ ص: 3600 ] ولو وهب أخاه هبة وبتلها له في مرضه وقبضها الأخ ثم مات الولد وصار الأخ وارثا بطلت الهبة;