الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في الجاريتين تستحق إحداهما بعد القسم]

                                                                                                                                                                                        ولو اقتسما جاريتين فأولداهما ثم استحقت إحداهما كان الجواب في المستحقة على ما تقدم في كتاب الاستحقاق.

                                                                                                                                                                                        ويختلف هل يعطي المستحق قيمتها يوم حملت، أو قيمة الأم والولد يوم الحكم، أو يأخذ الأم وقيمة الولد؟

                                                                                                                                                                                        وقال ابن القاسم: يأخذ قيمتها إلا أن يكون عليه في ذلك ضرر، يريد: أن يكون علقها فهو أحق بماله، ويعود المقال بين الأخوين في الجارية التي لم تستحق، فإن كانت القسمة بالتراضي أو بالقرعة على القول أنها بيع يكون على من هي في يديه نصف قيمتها يوم قاسم.

                                                                                                                                                                                        واختلف بعد القول أنها تمييز حق، فقال ابن القاسم: يوم قاسم، وقال [ ص: 5959 ] سحنون: يوم حملت ، يريد: إذا كان موسرا ويختلف إذا كان معسرا فعلى قول ابن عبدوس في العبد يعتق أنه يكون على الأخ نصف قيمته يوم التقويم ، ويكون للشريك أن يأخذ نصف الأمة ويتبع بنصف قيمة الولد; لأنه أنزله في العتق بمنزلة المستحق ويكون له نصفه في العتق على أصله إذا كان معسرا وكذلك الأمة، وهو قياد قوله في الدار يقتسمانها ثم يستحق ما بيد أحدهما وقد بنى الآخر، أنه يرجع على أخيه كما يرجع المستحق ويأخذ نصفه من القاعة، ويدفع قيمة البناء ولم يراع ما كان من تسليط المقاسمة. [ ص: 5960 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية