الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في أمان الذمي]

                                                                                                                                                                                        والخلف في أمان الذمي : فقال مالك في كتاب محمد : لا أمان لهم ، وهم فيء . قال محمد : فإن قالوا : ظننا أن لهم جوارا لمكان ذمتهم فلا أمان لهم وقد صاروا فيئا .

                                                                                                                                                                                        والخلف بعد القول أن لا أمان لهم- إن قالوا : ظننا أن الذي أعطانا الأمان مسلما ، فقال ابن القاسم مرة : لا يقبل عذرهم . وقال مرة : ذلك لهم ويردون إلى مأمنهم .

                                                                                                                                                                                        وأرى إذا كان عالما أنه نصراني وقال : ظننت أن جواره جائز أن يرد إلى مأمنه ؛ لأن ذلك مشكل ، ولم يأت بما لم يشبه ؛ فلا يستباح بالشك .

                                                                                                                                                                                        وإن قال : علمت أن عقد النصراني غير لازم ، ولم أعلم أنه نصراني لم يصدق ؛ لأنهم أهل دين واحد ، ولا يكتمه ذلك ، بل يخبره ويبدأ بالشفقة عليه والنصح له ، ومن ادعى أنه لم يعلمه فقد أتى بما لا يشبه .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية