الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيمن أسر مسلما وأمن]

                                                                                                                                                                                        وإن أسر العدو مسلما ، ثم أمنوه على ألا يهرب لم يكن له أن يهرب ، وكذلك إن أعطاهم عهدا ألا يهرب ، وتركوه يتصرف لم يكن له أن يهرب ؛ لأنه وإن كان مكرها على العهد ، فإن ذلك يؤدي إلى الضرر بالمسلمين ، والتضييق [ ص: 1444 ] على من في أيديهم من الأسارى ، ويرون أن المسلمين لا يوفون بعهد .

                                                                                                                                                                                        وإن حملوه على أن حلف بالطلاق أو بالعتق على ألا يهرب جاز له الهرب ، بخلاف الأولى ؛ لأنه في مسألة العهد لم يجعلوا له الهرب بوجه ، وهذا جعلوا ذلك له ، ويقع عليه الطلاق والعتق ، وإنما يرون أنه آثر طلاق زوجته وعتق عبيده على المقام ، ثم لا يلزمه ذلك لأنه مكره . [ ص: 1445 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية