الثالث : في سيرته- صلى الله عليه وسلم- في قضاء الفوائت .
وروى عن مسلم - رضي الله تعالى عنه- أبي هريرة خيبر سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس ، وقال «اكلأ لنا الليل» ، فصلى لبلال : ما قدر له ، ونام ونام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر ، فغلبت بلال عيناه وهو مستند إلى راحلته فلم يستيقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا بلالا ، ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس ، فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أولهم استيقاظا ، ففزع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «أي بلال فقال بلال» : أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال : «اقتادوا» - وفي لفظ : «تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة» ، فاقتادوا رواحلهم شيئا ، ثم توضأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأمر بلال فأقام الصلاة ، فصلى بهم الصبح ، فلما قضى الصلاة قال : «من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها ، فإن الله عز وجل قال : بلالا وأقم الصلاة لذكري [طه 14] . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حين قفل من غزوة
وروى الإمام ، أحمد ، وأبو داود والنسائي - رضي الله تعالى عنه- «أقبلنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من عبد الله بن مسعود الحديبية ليلا فنزلنا دهاسا من الأرض فقال : «من يكلأنا ؟ » قال : أنا ، قال : «إذا تنم» قال : لا ، فنام حتى طلعت الشمس ، فاستيقظ ناس منهم فلان وفلان فيهم بلال ، قال : أهضبوا يعني تكلموا ، فاستيقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «افعلوا كما كنتم تفعلون» ، فلما فعلوا ، قال : «هكذا فافعلوا لمن نام أو نسي» عمر . عن
وروى الإمام عنه قال : أحمد عبد الله : فقلت : أنا أحرسكم ، قال : فأدركني النوم ، فنمت ، فلم أستيقظ إلا والشمس طالعة ، ولم يستيقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا بكلامنا ، قال : فأمر فأذن ثم أقام الصلاة ، فصلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» بلالا ، . [ ص: 161 ] «سرينا ليلة مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : فقلنا : يا رسول الله لو أمستنا الأرض ، فنمنا ورعت ركائبنا ، ففعل ، فقال : «ليحرسنا بعضكم» ، فقال
وروى الإمام أحمد ذي مخمر - رضي الله تعالى عنه- وكان رجلا من الحبشة ، يخدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «كنا معه في سفر ، فأسرع السير حين انصرف ، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد ، فقال له قائل : يا رسول الله ، لقد انقطع الناس وراءك ، فحبس وحبس الناس ، حتى تكاملوا إليه ، فقال لهم : «هل لكم أن نهجع هجعة ؟ » أو قال له قائل : فنزل ونزلوا ، وقال : «من يكلؤنا الليلة» ، فقلت : أنا ، جعلني الله فداك . فأعطاني خطام ناقته ، فقال : «هاك ، لا تكونن لكع» ، قال : فأخذت بخطام ناقة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وخطام ناقتي فتنحيت غير بعيد ، فخليت سبيلهما يرعيان ، فإني كذلك أنظر إليهما حتى أخذني النوم ، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حر الشمس في وجهي ، فاستيقظت ، فنظرت يمينا وشمالا ، فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد ، فأخذت بخطام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وخطام ناقتي ، فأتيت أدنى القوم ، فأيقظته ، فقلت له : أصليتم ؟ قال : لا ، فأيقظ الناس بعضهم بعضا ، حتى استيقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وذكر الحديث» . عن
وروى الشيخان عن - رضي الله تعالى عنه- جابر جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس ، فجعل يسب كفار عمر قريش ، وقال : يا رسول الله ، ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «والله ما صليتها» ، قال : فقمنا إلى بطحان ، فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها ، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ، ثم صلى بعدها المغرب» . «أن
وروى الإمام أحمد عن عمرو بن أمية الضمري- رضي الله تعالى عنه . وأبو داود
وروى الإمام ، أحمد ، عن والنسائي رضي الله تعالى عنه- جبير بن مطعم- : أنا بلال . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال في سفر له : «من يكلؤنا الليلة لا يرقد عن صلاة الصبح ؟ » قال