جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في العيدين
الباب الأول في آدابه- صلى الله عليه وسلم- قبل الصلاة
وفيه أنواع :
الأول : في غسله- صلى الله عليه وسلم .
روى ابن ماجه ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يغتسل يوم الفطر ، ويوم الأضحى» .
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد ، في «زوائد المسند» وابن ماجه ، عن الفاكه بن سعد الأنصاري- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يغتسل يوم الفطر ويوم النحر» .
وروى البزار ، عن محمد بن عبيد الله أي ابن أبي رافع عن أبيه ، عن جده- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- اغتسل للعيدين» .
الثاني : في تجمله- صلى الله عليه وسلم- .
روى مسدد وابن سعد ، وابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم ، والبيهقي ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يلبس برده الأحمر في العيدين» .
ورواه قاسم بن أصبغ عنه بلفظ كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتم ويلبس برده الأحمر في العيدين .
وروى الطبراني برجال ثقات عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يلبس يوم العيد بردة حمراء» . [ ص: 311 ]
وروى ابن سعد ، عن أبي جعفر محمد بن علي- رضوان الله تعالى عليه وعلى آبائه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يلبس برده الأحمر ويعتم يوم العيدين» .
وروى الإمام الشافعي ، وابن سعد- واللفظ له- عنه ، عن أبيه ، عن جده- رضوان الله تعالى عليهم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يلبس بردا أحمر في كل عيد وكان يعتم في كل عيد .
وروى أبو سعيد النيسابوري ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يلبس برده الأحمر في العيدين» .
وروى أبو الحسن بن الضحاك ، عن عروة بن الزبير- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رداء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي يخرج فيه الفطر والأضحى ثوب حضرمي طوله أربعة أذرع ، وعرضه ذراعان وشبر» .
الثالث : في أكله- صلى الله عليه وسلم- يوم الفطر قبل خروجه إلى صلاة العيد ، وإمساكه في الأضحى .
روى الإمام أحمد والبخاري والإسماعيلي ، والحاكم ، والدارقطني والبيهقي ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل ثمرات» زاد الإسماعيلي والحاكم والبيهقي ثلاثا ، أو خمسا ، أو سبعا ، أو أقل ، أو أكثر وترا» .
وروى الترمذي ، والحاكم ، والبيهقي ، عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم الفطر لم يخرج حتى يأكل ، وإذا كان يوم الأضحى لم يأكل شيئا حتى يرجع ، وكان إذا رجع يأكل من كبد أضحيته» .
وروى ابن ماجه ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يغدي أصحابه ، من صدقة الفطر» .
وروى الطبراني ، عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج ويأمر الناس بذلك» . [ ص: 312 ]
وروى الإمام أحمد ، والطبراني ، عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ، وكان لا يطعم يوم النحر حتى يرجع ، فيأكل من ذبيحته» .
الرابع : في خروجه إلى المصلى ماشيا- صلى الله عليه وسلم- .
وروى الطبراني عن أبي رافع- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يخرج إلى العيد ماشيا يصلي بغير أذان ، ولا إقامة» .
وروى البيهقي ، عن رجل من الصحابة- رضي الله تعالى عنهم- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يذهب في العيدين ماشيا» .
وروى ابن ماجه ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخرج إلى العيد ماشيا ، ويرجع ماشيا» .
وروى ابن إسحاق والطبراني ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه قال :
«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يأتي العيد ماشيا» .
وروى ابن ماجه ، عن سعد القرظ- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا» .
الخامس : في تكبيره- صلى الله عليه وسلم- ليلة الفطر حتى يغدو إلى المصلى .
روى الدارقطني ، والبيهقي ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يكبر ليلة الفطر من حين يخرج من بيته حتى يغدو» وفي لفظ «حتى يأتي المصلى» .
وروى الطبراني من طريق شرقي بن قطامي ، عن شريح بن أبرهة- رضي الله تعالى عنه- [ ص: 313 ] قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكبر في أيام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر حتى خرج من منى يكبر دبر كل صلاة» قال الشاذكوني : على هذا تكبير أهل المدينة .
السادس : في خروجه مع أهل بيته إلى المصلى رافعا صوته بالذكر حتى يأتي المصلى .
روى البيهقي ، عن ابن عمر- رضي الله [تعالى] عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يخرج في العيد مع الفضل بن عباس ، وعبد الله بن عباس ، وعلي ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، وأسامة بن زيد ، وزيد بن حارثة ، وأيمن ابن أم أيمن ، رافعا صوته بالتهليل ، والتكبير ، حتى يأتي المصلى» .
وروى ابن أبي شيبة ، والإمام أحمد ، وابن ماجه ، والبيهقي ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يخرج بناته ونساءه في العيدين» .
وروى الإمام أحمد ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخرج في العيدين ويخرج أهله» .
السابع : في حمل العنزة بين يديه إلى المصلى ، وصلاته إليها- صلى الله عليه وسلم- .
روى الشيخان ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال :
«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يغدو إلى المصلى والعنزة تحمل بين يديه ، وتنصب بين يديه ، يصلي إليها ، وذلك أن المصلى كان فضاء ليس شيء يستتر به» .
وروى ابن ماجه ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى العيد [بالمصلى] مستترا بحربة» .
وروى البيهقي ، والنسائي ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى العيد بالمصلى يستتر بالحربة» . [ ص: 314 ]
وروى البزار بسند لا بأس به ، عن عبد الرحمن بن عوف- رضي الله تعالى عنه- قال :
«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخرج له العنزة في العيدين حتى يصلي إليها» .
وروى الطبراني من طريق أبي كرز ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يخرج إلى العيدين ومعه حربة وترس» .
الثامن : في أنه لم يكن يصلي قبل العيد ولا بعده .
روى الإمام الشافعي والشيخان والترمذي ، وصححه ، وابن ماجه ، عن ابن عباس ، ومالك ، والشافعي ، والترمذي وصححه ، عن ابن عمر وابن ماجه عن ابن عمرو والبيهقي عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى يوم الفطر ركعتين ، لم يصل قبلهما ، ولا بعدهما


