الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس في سيرته- صلى الله عليه وسلم- في الجنازة

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في مشيه- صلى الله عليه وسلم- مع الجنازة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة برجال ثقات- عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في جنازة أمشي فإذا مشيت سبقني فأهرول فأسبقه ، فالتفت إلى رجل إلى جنبي ، فقلت : تطوى له الأرض ، وخليل الرحمن إبراهيم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطيالسي ، ومسدد ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه . «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- مر عليه بجنازة ، وهي يسرع بها ، وهي تمخض مخض الزق ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «عليكم بالقصد في المشي بجنائزكم» قالها مرتين .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود ، والترمذي . والبيهقي- بسند ضعيف- عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا تبع الجنازة لم يقعد حتى توضع في اللحد ، فعرض له حبر فقال : هكذا نصنع يا محمد ، فجلس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال : «خالفوهم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو يعلى- برجال ثقات- عن عثمان- رضي الله تعالى عنه- قال :

                                                                                                                                                                                                                              «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى جنازة فقام لها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، عن أبي سعيد بن زيد- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مرت عليه جنازة فقام» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : مرت جنازة فقام لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقمنا معه فقلنا يا رسول الله : إنها يهودية ، فقال : «إن للموت فزعا ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا» . [ ص: 361 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، والنسائي ، عن سهل بن حنيف ، وقيس بن سعد- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مرت به جنازة فقام ، فقيل يا رسول الله : إنها جنازة يهودية ، فقال : «أليس نفسا ؟ » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «مرت جنازة برسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقيل يا رسول الله : إنها جنازة يهودي ، فقال : «إنما قمنا للملائكة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قام فقمنا ، وقعد فقعدنا ، يعني في الجنازة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام مالك ، والشافعي عنه ، قال : قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأمرنا بالقيام ثم جلس فأمرنا بالجلوس» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والنسائي عن ابن سيرين قال : مر بجنازة على الحسن بن علي ، وابن عباس- فقام الحسن ولم يقم ابن عباس ، فقال الحسن لابن عباس : أما قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ قال ابن عباس : قام ثم قعد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطحاوي ، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مرت عليه جنازة فقام» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- وأبي سعيد ، قالا : «ما رأينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . شهد جنازة قط فجلس حتى توضع» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية