الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر انهزام المشركين

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن سعد : ورجعت قريش إلى مكة منهزمين ، ورئي رسول الله صلى الله عليه وسلم في إثرهم مصلتا بالسيف ، يتلو هذه الآية سيهزم الجمع ويولون الدبر [القمر : 45] .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 54 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن عكرمة . زاد ابن جرير في رواية عنه : عن ابن عباس ، وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، عن أبي هريرة رضي الله عنهم : أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة قبل يوم بدر سيهزم الجمع ويولون الدبر قال عمر بن الخطاب : قلت : يا رسول الله ، أي جمع يهزم ؟ فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، مصلتا بالسيف وهو يثب ويقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر فعرفت تأويلها ، وكان انهزام القوم حين زالت الشمس من يوم الجمعة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الفريابي وابن أبي شيبة والإمام أحمد والترمذي وحسنه ابن سعيد ، عن عكرمة قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من أهل بدر : عليك بالعير ليس دونها شيء ، فناداه العباس وهو أسير في وثاقه : إنه لا يصلح ذاك لك ، قال : «لمه ؟ » قال : لأن الله تعالى وعدك إحدى الطائفتين ، فقد أعطاك ما وعدك ، قال : «صدقت» .

                                                                                                                                                                                                                              وذكر الأموي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف هو وأبو بكر بالقتلى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نفلق هاما .

                                                                                                                                                                                                                              فيقول أبو بكر :


                                                                                                                                                                                                                              . . . من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما

                                                                                                                                                                                                                              .


                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر : «لو كان المطعم بن عدي حيا ، ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له» أي : تركتهم أحياء ، ولما قتلتهم من غير فداء؛ إكراما له وقبولا لشفاعته ، فإنه كان ممن قام في نقض الصحيفة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية