الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر تزوجه صلى الله عليه وسلم بجويرية رضي الله عنها وبركة ذلك

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو عمر رحمه الله : كان اسمها برة فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية .

                                                                                                                                                                                                                              وروى محمد بن إسحاق والإمام أحمد وأبو داود ومحمد بن عمر عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت جويرية امرأة حلوة ملاحة ، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عندي ونحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت ، فقالت . [ ص: 347 ]

                                                                                                                                                                                                                              يا رسول الله إني امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وأنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، أصابنا من الأمر ما قد علمت ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس- أو ابن عم له فتخلصني من ابن عمه بنخلات له بالمدينة- فكاتبني على ما لا طاقة لي به ولا يدان ، وما أكرهني على ذلك إلا أني رجوتك صلى الله عليك فأعني في مكاتبتي ،

                                                                                                                                                                                                                              فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو خير من ذلك ؟ فقالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك ، قالت : نعم يا رسول الله قد فعلت ،

                                                                                                                                                                                                                              فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثابت بن قيس فطلبها منه ، فقال ثابت : هي لك يا رسول الله بأبي وأمي ، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عليها من كتابتها ، وأعتقها وتزوجها ، وخرج الخبر إلى الناس ورجال بني المصطلق قد اقتسموا وملكوا ووطئت نساؤهم ، فقال المسلمون :

                                                                                                                                                                                                                              أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي . قالت عائشة رضي الله عنها :

                                                                                                                                                                                                                              فأعتق مائة أهل بيت بتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية