روى مسلم عن والنسائي ، والشيخان عن عمر بن الخطاب ، أبي طلحة ، والإمام وابن إسحاق ، أحمد ، عن ومسلم والشيخان من طريق أنس ، عن عروة ، ابن عمر ، برجال الصحيح ، عن والطبراني والإمام ابن مسعود ، برجال ثقات ، عن أحمد عائشة : بدر بالأمس ، يقول : هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله -ووضع يده بالأرض- وهذا مصرع فلان غدا إن شاء الله ، وهذا مصرع فلان غدا إن شاء الله . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يريهم مصارع أهل
قال فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعلوا يصرعون عليها فجعلوا في طوي من أطواء عمر : بدر ، خبيث مخبث بعضهم على بعض . [ ص: 55 ]
قال وكانوا بضعة -وفي رواية : أربعة- وعشرين . أبو طلحة :
قالت إلا ما كان من عائشة : أمية بن خلف فإنه انتفخ في درعه فملأها ، فذهبوا ليحركوه فتزايل ، فأقروه وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة . وقال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أظهره الله على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال . أبو طلحة :
وقال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلى أنس : بدر ثلاثا ، ثم أتاهم . قال فلما كان أبو طلحة : ببدر اليوم الثالث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم براحلته فشد عليها رحلها ، ثم مشى وتبعه أصحابه ، وقالوا : ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته ، حتى قام على شفا البئر ، وفي لفظ على شفير الركي . وفي بعض الروايات عن أن ذلك كان ليلا ، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم : يا فلان ابن فلان ، ويا فلان ابن فلان ، ويا فلان بن فلان ، وفي رواية : «يا أنس : أبا جهل بن هشام ، يا أمية بن خلف ، يا عتبة بن ربيعة ، يا شيبة بن ربيعة ، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ هل وجدتم ما وعد الله ورسوله حقا ، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا ، بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، وقاتلتموني ونصرني الناس ، فجزاكم الله عني من عصابة شرا ، خونتموني أمينا ، وكذبتموني صادقا» فقال يا رسول الله ، أتناديهم بعد ثلاث ، كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها ؟ وفي لفظ : كيف يسمعون ؟ أو : أنى يجيبون وقد جيفوا ؟ فقال : «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، إنهم الآن يسمعون ما أقول لهم ، غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علينا شيئا» . عمر :
قال أحياهم الله تعالى حتى أسمعهم قوله؛ توبيخا لهم ، وتصغيرا ونقمة وحسرة وندامة . قتادة :
قال فبلغ عروة : قول عائشة فقالت : ليس هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما قال : «إنهم ليعلمون الآن الذي كنت أقول لهم حقا ، إنهم تبوؤوا مقاعدهم من جهنم» إن الله تعالى يقول : ابن عمر ، إنك لا تسمع الموتى [النمل : 80] وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير [فاطر : 22 ، 23]
وفي رواية عند الإمام من طريقين رجالهما ثقات ، عن أحمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أنتم بأفهم لقولي منهم» أو : «لهم أفهم لقولي منكم» . عائشة :
وروى البزار عن والطبراني ، رضي الله عنه قال : ابن مسعود بأبي جهل يجر إلى القليب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو كان أبو طالب حيا لعلم أن أسيافنا قد التبست [ ص: 56 ] بالأنامل» ولفظ لما جيء وغيره : ولذلك يقول الطبراني أبو طالب :
كذبتم وبيت الله نخلي محمدا ولما نطاعن حوله ونناضل ونسلمه حتى نصرع حوله
ونذهل عن أبنائنا والحلائل وينهض قوم في الحديد إليكم
نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل وحتى يرى ذا الضغن يركب درعه
من الطعن فعل الأنكب المتحامل وإنا لعمر الله إن جد ما أرى
لتلتبسن أسيافنا بالأماثل
عرفت ديار زينب بالكثيب كخط الوحي في الورق القشيب
تداولها الرياح وكل جون من الوسمي منهمر سكوب
فأمسى رسمها خلقا وأمست يبابا بعد ساكنها الحبيب
فدع عنك التذكر كل يوم ورد حرارة القلب الكئيب
وخبر بالذي لا عيب فيه بصدق غير إخبار الكذوب
بما صنع المليك غداة بدر لنا في المشركين من النصيب
غداة كأن جمعهم حراء بدت أركانه جنح الغروب
فلاقيناهم منا بجمع كأسد الغاب مردان وشيب
أمام محمد قد وازروه على الأعداء في لفح الحروب
بأيديهم صوارم مرهفات وكل مجرب خاظي الكعوب
بنو الأوس الغطارف وازرتها بنو النجار في الدين الصليب
فغادرنا أبا جهل صريعا وعتبة قد تركنا بالجبوب
وشيبة قد تركنا في رجال ذوي حسب إذا نسبوا حسيب
يناديهم رسول الله لما قذفناهم كباكب في القليب
ألم تجدوا كلامي كان حقا وأمر الله يأخذ بالقلوب
فما نطقوا ولو نطقوا لقالوا صدقت وكنت ذا رأي مصيب