ذكر مقتل حنظلة رضي الله عنه
روى عن محمود بن لبيد ، ابن إسحاق وابن سعد عن عروة ، عن وأبو نعيم يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن جده قالوا : لما انكشف المشركون ضرب حنظلة فرس فوقع على الأرض ، فصاح أبي سفيان بن حرب وحنظلة يريد ذبحه ، فأدركه الأسود بن شداد - ويقال له : ابن شعوب - بفتح الشين المعجمة وضم العين المهملة وآخره موحدة - ووقع في بعض نسخ العيون شداد بن الأسود وليس بصواب - فحمل على حنظلة بالرمح فأنفذه ، ومشى إليه حنظلة في الرمح وقد أثبته ، ثم ضرب الثانية فقتله ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : رأيت الملائكة تغسله بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة . إني
قال - وهو بضم الهمزة - أبو أسيد الساعدي . فذهبنا إليه فإذا رأسه يقطر ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فاسألوا أهله ما شأنه ؟ » فسألوا صاحبته عنه ، فقالت : خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فلذلك غسلته الملائكة »
قال محمد بن عمر : وصاحبته أي زوجته وهي جميلة بنت أبي ابن سلول ، دخلت عليه في تلك الليلة التي في صبيحتها أحد ، وكان قد استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فأذن له ، فلما صلى الصبح غدا يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلزمته جميلة ، فعاد فكان معها فأجنب منها ، وقد أرسلت إلى أربعة من قومها فأشهدتهم على الدخول بها خشية أن يكون في ذلك نزاع ، فقيل لها : لم أشهدت ؟ فقالت : رأيت كأن السماء قد فرجت فدخل فيها ثم أطبقت ، فقلت : هذه الشهادة . وعلقت بعبد الله بن حنظلة ، رضي الله عنهما .