الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر مقتل مصعب بن عمير رضي الله عنه

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن سعد ، عن محمد بن شرحبيل العبدري قال :

                                                                                                                                                                                                                              حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى ، فأخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل [آل عمران 144 ] الآية ، ثم قطعت يده اليسرى فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول : وما محمد إلا رسول الآية ثم قتل فسقط اللواء ، قال محمد بن شرحبيل : وما نزلت هذه الآية : وما محمد إلا رسول يومئذ حتى نزلت بعد .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 220 ] وكانت عائشة وأم سليم رضي الله عنهما تسقيان الناس ، كما في الصحيح عن أنس قال : لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم ، وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب ، وفي لفظ تنقلان القرب على متونهما ، تفرغانه في أفواه القوم ، ثم ترجعان فتحلانها ، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن ثعلبة بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء أهل المدينة ، فبقي منها مرط جيد ، فقال له بعض من عنده : يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك - يريد أم كلثوم بنت علي - فقال عمر : أم سليط أحق به ، وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عمر : فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد . انتهى . وأم سليط هذه والدة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية