ذكر تكبيس ظهره صلى الله عليه وسلم
روى محمد بن عمر عن عن أبيه عن زيد بن أسلم قال : عمر بن الخطاب لما كان من أمر ابن أبي ما كان جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فيء شجرة عنده غلام أسود يغمز ظهره ، ! فقال : تقحمت بي الناقة الليلة ، فقلت : يا رسول الله ائذن لي أن أضرب عنق ابن أبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أو كنت فاعلا ؟ » قلت : فقلت : يا رسول الله كأنك تشتكي ظهرك
نعم والذي بعثك بالحق . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذن لأرعدت له آنف بيثرب كثيرة ، لو أمرتهم بقتله قتلوه ، قلت : يا رسول الله فمر محمد بن مسلمة يقتله ، قال : لا يتحدث الناس أني أقتل أصحابي ، قلت : فمر الناس بالرحيل ، قال : نعم ، قال : فأذنت بالرحيل في الناس ،
ويقال : لم يشعر أهل العسكر إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلع على ناقته القصواء ، وكانوا في حر شديد ، وكان لا يروح حتى يبرد ، إلا أنه لما جاءه خبر ابن أبي رحل في تلك الساعة ، فكان أول من لقي . [ ص: 350 ]
، ويقال : سعد بن عبادة ، وبه جزم أسيد بن حضير . وقال ابن إسحاق محمد بن عمر : إنه الثبت ،
فقال : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . قال : يا رسول الله قد رحلت في ساعة منكرة لم تكن ترحل فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أولم يبلغك ما قال صاحبكم ؟ » قال : أي صاحب يا رسول الله ؟ قال :
ابن أبي ، زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل ، قال : فأنت يا رسول الله تخرجه إن شئت ، فهو الأذل وأنت الأعز ، والعزة لله ولك وللمؤمنين .
ثم قال : يا رسول الله : ارفق به ، فوالله لقد جاء الله تعالى بك وإن قومه لينظمون له الخرز فما بقيت عليهم إلا خرزة واحدة عند يوشع اليهودي ، قد أرب بهم فيها لمعرفته بحاجتهم إليها ، فجاء الله تعالى بك على هذا الحديث ، فلا يرى إلا أن قد سلبته ملكه .
وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي مقالة رضي الله عنه ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «يا رسول الله ، إن كنت تريد أن تقتل أبي فيما بلغك عنه فمرني به ، فوالله لأحملن إليك رأسه قبل أن تقوم من مجلسك هذا ، والله لقد علمت الخزرج ما كان فيها رجل أبر بوالديه مني ، وما أكل طعاما منذ كذا وكذا من الدهر ولا شرب شرابا إلا بيدي ، وإني لأخشى يا رسول الله أن تأمر به غيري فيقتله ، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس ، فأقتله فأدخل النار . وعفوك أفضل ، ومنك أعظم» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا عبد الله ما أردت قتله ولا أمرت به ، ولنحسنن له صحبته ما كان بين أظهرنا» عمر بن الخطاب
فقال عبد الله : «يا رسول الله ، إن أبي كانت أهل هذه البحيرة قد اتسقوا عليه ليتوجوه عليهم ، فجاء الله تعالى بك ، فوضعه الله ورفعنا بك ، ومعه قوم يطوفون به يذكرونه أمورا قد غلب الله تعالى عليها .
ثم متن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يومهم ذلك حتى أمسى ، وليلتهم حتى أصبح ، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ، ثم نزل بالناس فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض ، فوقعوا نياما ، ولم ينزل أحد عن رحلته إلا لحاجة أو لصلاة ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحث راحلته ويخلفها بالسوط في مراقها ، وإنما فعل ذلك ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس ، من حديث عبد الله بن أبي .
ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ، وسلك الحجاز حتى نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع- بالنون- ويقال نقعاء- بالنون المفتوحة والقاف الساكنة والمد . [ ص: 351 ]