الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر مقتل قزمان

                                                                                                                                                                                                                              وهو بضم القاف وسكون الزاي وآخره نون ، كان أتيا لا يدري ممن هو ، وكان يعرف بالشجاعة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر له : إنه من أهل النار ، فتأخر يوم أحد فعيرته نساء بني ظفر ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسوي الصفوف حتى انتهى إلى الصف الأول ، فكان أول من رمى من المسلمين بسهم ، فجعل يرسل نبلا كأنها الرماح ويكت كتيت الجمل ثم فعل بالسيف الأفاعيل حتى قتل سبعة أو تسعة وأصابته جراحة ، فوقع ، فناداه قتادة بن النعمان : يا أبا الغيداق هنيئا لك الشهادة ، وجعل رجال من المسلمين يقولون له : والله لقد أبليت اليوم يا قزمان فأبشر ، قال : بماذا أبشر ؟ ! فوالله ما قاتلت إلا على أحساب قومي ، ولولا ذلك ما قاتلت . ثم تحامل على سيفه - وفي لفظ : أخذ سهما من كنانته - فقتل نفسه ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنه من أهل النار ، إن الله تعالى يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر !

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية