ذكر إظهار المنافقين واليهود الشماتة والسرور بما حصل للمسلمين
ولما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما حصل جعل عبد الله بن أبي ابن سلول ، فيقول والمنافقون يشمتون ويسرون بما أصاب المسلمين ، ويظهرون أقبح القول ابن أبي لابنة عبد الله وهو جريح قد بات يكوي الجراحة بالنار : ما كان خروجك معه إلى هذا الوجه برأي ، عصاني محمد وأطاع الولدان ، والله لكأني كنت أنظر إلى هذا . فقال ابنه : الذي صنع الله تعالى لرسوله وللمسلمين خير . وأظهر اليهود القول السيئ ، فقالوا : ما محمد إلا طالب ملك ، ما أصيب هكذا نبي قط ، أصيب في بدنه ، وأصيب في أصحابه . وجعل المنافقون يخذلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ، ويأمرونهم بالتفرق عنه ويقولون : لو كان من قتل منكم عندنا ما قتل . وسمع رضي الله عنه ذلك في أماكن ، فمشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليستأذنه [ ص: 231 ] في قتل من سمع ذلك منه ، من اليهود والمنافقين ، فقال صلى الله عليه وسلم : عمر بن الخطاب «يا عمر ، إن الله تعالى مظهر دينه ، ومعز نبيه ، ولليهود ذمة فلا أقتلهم » ، قال : فهؤلاء المنافقون ؟ قال : «أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ » قال : بلى يا رسول الله ، وإنما يفعلون ذلك تعوذا من السيف ، فقد بان لنا أمرهم ، وأبدى الله تعالى أضغانهم عند هذه النكبة ، فقال : «إني نهيت عن، يا بن الخطاب إن قريشا لن ينالوا منا مثل هذا اليوم ، حتى نستلم الركن » قتل من قال : لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .