ذكر تزوجه صلى الله عليه وسلم بجويرية رضي الله عنها وبركة ذلك
قال رحمه الله : كان اسمها أبو عمر برة فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم . جويرية
وروى محمد بن إسحاق والإمام أحمد وأبو داود ومحمد بن عمر عن رضي الله عنها قالت : عائشة امرأة حلوة ملاحة ، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عندي ونحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت ، فقالت . [ ص: 347 ] جويرية
يا رسول الله إني امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وأنا سيد قومه ، أصابنا من الأمر ما قد علمت ووقعت في سهم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار أو ابن عم له فتخلصني من ابن عمه بنخلات له ثابت بن قيس بن شماس- بالمدينة- فكاتبني على ما لا طاقة لي به ولا يدان ، وما أكرهني على ذلك إلا أني رجوتك صلى الله عليك فأعني في مكاتبتي ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو خير من ذلك ؟ فقالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : ، قالت : نعم يا رسول الله قد فعلت ، أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فطلبها منه ، فقال ثابت : هي لك يا رسول الله بأبي وأمي ، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عليها من كتابتها ، وأعتقها وتزوجها ، وخرج الخبر إلى الناس ورجال ثابت بن قيس بني المصطلق قد اقتسموا وملكوا ووطئت نساؤهم ، فقال المسلمون :
أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي . قالت رضي الله عنها : عائشة
، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها فأعتق مائة أهل بيت بتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها . كانت