ذكر الخندق اتفاق المشركين على محاصرة المسلمين من جميع جوانب
لما قتل الله عمرا ، وانهزم من كان معه ، اتحد المشركون أن يغدوا جميعا ، ولا يتخلف منهم أحد ، فباتوا يعبئون أصحابهم ، ثم وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق ، قبل طلوع الشمس ، وعبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ، وجمعهم على القتال ووعدهم النصر إن ثبتوا . والمشركون قد جعلوا المسلمين في مثل الحصن من كتائبهم ، فأحدقوا بكل وجه من الخندق ووجهوا نحو خيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة غليظة ، فيها فقاتلهم يومه ذلك إلى هوي من الليل ، وما يقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من المسلمين أن يزولوا من مواضعهم ، خالد بن الوليد ، ولا قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه على صلاة ظهر ولا عصر ولا مغرب ولا عشاء
فجعل أصحابه يقولون : يا رسول الله ما صلينا ، فيقول صلى الله عليه وسلم : «والله ما صليت حتى كشفهم الله تعالى» ،
فرجعوا متفرقين ، ورجع كل فريق إلى منزله وأقام على أسيد بن حضير الخندق في مائتين [من المسلمين فهم] على شفير الخندق ، فكرت خيل المشركين ، وعليها يطلبون غرة ، فناوشهم ساعة ، فزرق خالد بن الوليد وحشي بن حرب الطفيل بن النعمان ، وقيل : الطفيل بن مالك بن النعمان الأنصاري بمزراقه فقتله ، كما فعل سيد الشهداء بحمزة بأحد .