وقال عبد الله بن صالح الجرمي : لما قتل علي . . . أرجف الناس ببغداد إرجافا شديدا ، وندم الأمين على خلعه أخاه ، وطمع الأمراء فيه ، وشغبوا جندهم بطلب الأرزاق من الأمين ، واستمر القتال بينه وبين أخيه ، وبقي أمر الأمين كل يوم في إدبار لانهماكه في اللعب والجهل ، وأمر المأمون في ازدياد إلى أن بايعه أهل الحرمين وأكثر البلاد بالعراق .
وفسد الحال على الأمين جدا ، وتلف أمر العسكر ، ونفدت خزائنه ، وساءت حال الناس بسبب ذلك ، وعظم الشر ، وكثر الخراب والهدم من القتال ورمي المجانيق والنفط; حتى درست محاسن بغداد ، وعملت فيها المراثي ، ومن جملة ما قيل في بغداد .
بكيت دما على بغداد لما فقدت غضارة العيش الأنيق أصابتها من الحساد عين
فأفنت أهلها بالمنجنيق


