المسألة الحادية عشرة : قوله : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا }
الإسراف : تعدي الحد ; فنهاهم عن تعدي الحلال إلى الحرام .
وقيل : ألا يزيدوا على قدر الحاجة .
وقد اختلف فيه على قولين : فقيل : هو حرام . وقيل : هو مكروه ; وهو الأصح ; فإن قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان والأزمان والأسنان والطعمان . وقد ثبت في الصحيح { } ; وذلك أن القلب لما تنور بالتوحيد نظر إلى الطعام بعين التقوى على الطاعة ، فأخذ منه قدر الحاجة ، وحين كان مظلما بالكفر كان أكله كالبهيمة ترتع حتى تثلط . [ ص: 311 ] أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر لرجل كافر بحلاب سبع شياه ، فشربها ثم آمن ، فلم يقدر على أكثر من حلب شاة . قال النبي صلى الله عليه وسلم : المؤمن يأكل في معى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء
وقد قال بعض شيوخ الصوفية : إن الأمعاء السبعة كناية عن أسباب سبعة يأكل بها النهم : يأكل للحاجة ، والخبر ، والنظر ، والشم ، واللمس ، والذوق ، ويزيد استغناما .
وقد مهدناه في شرح الصحيح . والله أعلم .