الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة : قوله تعالى { إلى يوم يلقونه } : فيه قولان : أحدهما : أن الضمير عائد إلى الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              والثاني : أنه عائد على النفاق .

                                                                                                                                                                                                              عبر عنه بجزائه ، كأنه قال : فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقون جزاءه .

                                                                                                                                                                                                              وعلى ذكر هذه الآية أنبئكم أني كنت بمجلس الوزير العادل أبي منصور بن حمير على رتبة بيناها في كتاب " ترتيب الرحلة للترغيب في الملة " ، فقرأ القارئ : { تحيتهم يوم يلقونه سلام } وكنت في الصف الثاني من الحلقة ، فظهر أبو الوفاء علي بن عقيل إمام الحنبلية بها ، وكان معتزلي الأصول ، فلما سمعت الآية قلت لصاحب لي كان يجلس على يساري : هذه الآية دليل على رؤية الله في الآخرة ، فإن العرب لا تقول : " لقيت فلانا " إلا إذا رأته .

                                                                                                                                                                                                              فصرف وجهه أبو الوفاء المذكور إلينا مسرعا ، وقال : تنتصر لمذهب الاعتزال في أن [ الله ] لا يرى في الآخرة ، فقد قال : { فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه } .

                                                                                                                                                                                                              وعندك أن المنافقين لا يرون الله في الآخرة ، وقد شرحنا وجه الآيتين في المشكلين ، وتقدير الآية : فأعقبهم هو نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه ، فيحتمل عود ضمير " يلقونه " إلى ضمير الفاعل في أعقبهم المقدر بقولنا هو ، ويحتمل أن يعود إلى النفاق مجازا على تقدير الجزاء كما بيناه . .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية