المسألة الثامنة : قوله تعالى { بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون } : يريد به تحريم كيفما تصرفت حاله . مخالفة العهد ونكث العهد
[ ص: 555 ] روى عن البخاري قال : لما خلع أهل نافع المدينة جمع يزيد بن معاوية حشمه وولده ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ابن عمر } ، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله وبيعة رسوله ; وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيعة الله وبيعة رسوله ، ثم ينصب له القتال ، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ، ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه . ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة
وقال ابن خياط : إن بيعة عبد الله ليزيد كانت كرها ، وأين يزيد من ، ولكن رأى بدينه وعلمه التسليم لأمر الله ، والفرار عن التعرض لفتنة فيها من ذهاب الأموال والأنفس ما لا يفي بخلع ابن عمر يزيد .
ولو تحقق أن الأمر يعود بعده في نصابه ، فكيف وهو لا يعلم ذلك ؟ وهذا أصل عظيم فتفهموه والتزموه ترشدوا إن شاء الله تعالى .