المسألة الثانية :

قيل في الظالمين إنهم المشركون . وقيل : إنهم المؤمنون ، وأنكره المتأخرون ، وقالوا : أما nindex.php?page=treesubj&link=28982الذين ظلموا من أهل الإسلام فالله أعلم بذنوبهم ، لا ينبغي أن nindex.php?page=treesubj&link=28982يصالح على شيء من معاصي الله ، ولا يركن إليه فيها .

وهذا صحيح ; لأن هذا لا ينبغي لأحد أن يصحب على الكفر ، وفعل ذلك كفر ; ولا على المعصية ، وفعل ذلك معصية قال الله في الأول : { nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9ودوا لو تدهن فيدهنون } ، وسيأتي إن شاء الله تعالى . والآية إن كانت في الكفار فهي عامة فيهم وفي العصاة ، وذلك على نحو من قوله : { nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا } .

وقد قال حكيم :

عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن مقتد

[ ص: 27 ] والصحبة لا تكون إلا عن مودة ، فإن كانت عن ضرورة وتقية فقد تقدم ذكرها في سورة آل عمران على المعنى ، nindex.php?page=treesubj&link=18569_18566وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي لحال الاضطرار .

الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ :

قِيلَ فِي الظَّالِمِينَ إنَّهُمْ الْمُشْرِكُونَ . وَقِيلَ : إنَّهُمْ الْمُؤْمِنُونَ ، وَأَنْكَرَهُ الْمُتَأَخِّرُونَ ، وَقَالُوا : أَمَّا nindex.php?page=treesubj&link=28982الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِذُنُوبِهِمْ ، لَا يَنْبَغِي أَنْ nindex.php?page=treesubj&link=28982يُصَالَحَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ ، وَلَا يُرْكَنُ إلَيْهِ فِيهَا .

وَهَذَا صَحِيحٌ ; لِأَنَّ هَذَا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَصْحَبَ عَلَى الْكُفْرِ ، وَفِعْلُ ذَلِكَ كُفْرٌ ; وَلَا عَلَى الْمَعْصِيَةِ ، وَفِعْلُ ذَلِكَ مَعْصِيَةٌ قَالَ اللَّهُ فِي الْأَوَّلِ : { nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } ، وَسَيَأْتِي إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . وَالْآيَةُ إنْ كَانَتْ فِي الْكُفَّارِ فَهِيَ عَامَّةٌ فِيهِمْ وَفِي الْعُصَاةِ ، وَذَلِكَ عَلَى نَحْوٍ مِنْ قَوْلِهِ : { nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وَإِذَا رَأَيْت الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا } .

وَقَدْ قَالَ حَكِيمٌ :

عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارِنِ مُقْتَدٍ

[ ص: 27 ] وَالصُّحْبَةُ لَا تَكُونُ إلَّا عَنْ مَوَدَّةٍ ، فَإِنْ كَانَتْ عَنْ ضَرُورَةٍ وَتَقِيَّةٍ فَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ عَلَى الْمَعْنَى ، nindex.php?page=treesubj&link=18569_18566وَصُحْبَةُ الظَّالِمِ عَلَى التَّقِيَّةِ مُسْتَثْنَاةٌ مِنْ النَّهْيِ لِحَالِ الِاضْطِرَارِ .