[ ص: 60 ] المسألة الثالثة : قلنا : لم يكن سؤال ولاية ; إنما كان سؤال تخل وترك ، لينتقل إليه ; فإن الله لو شاء لمكنه منها بالقتل والموت والغلبة والظهور والسلطان والقهر ، لكن الله أجرى سنته على ما ذكر في الأنبياء والأمم ، فبعضهم عاملهم الأنبياء بالقهر [ والسلطان ] والاستعلاء ، وبعضهم عاملهم الأنبياء بالسياسة والابتلاء ، يدل على ذلك قوله : { كيف استجاز أن يقبلها بتولية كافر ، وهو مؤمن نبي ؟ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين } حسبما تقدم في سورة الأعراف ، وهي الآية الرابعة عشرة .