[ ص: 105 ] الآية الخامسة قوله تعالى : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } . فيها ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : قال المفسرون بأجمعهم : محمد صلى الله عليه وسلم تشريفا له ، أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون . قالوا : روي عن أقسم الله هنا بحياة أنه قال : " ما خلق الله وما ذرأ ولا برأ نفسا أكرم عليه من ابن عباس محمد ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره " .
وهذا كلام صحيح ، ولا أدري ما الذي أخرجهم عن ذكر لوط إلى ذكر محمد ، وما الذي يمنع أن يقسم الله بحياة لوط ، ويبلغ به من التشريف ما شاء ; فكل ما يعطي الله للوط من فضل ويؤتيه من شرف فلمحمد ضعفاه ; لأنه أكرم على الله منه .
أولا تراه قد أعطى لإبراهيم الخلة ، ولموسى التكليم ، وأعطى ذلك لمحمد ، فإذا أقسم الله بحياة لوط فحياة محمد أرفع ، ولا يخرج من كلام إلى كلام آخر غيره لم يجر له ذكر لغير ضرورة .