الآية الخامسة : قوله تعالى : { إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا } . فيها مسألتان :
المسألة الأولى : قال : لقد كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة بقولهم هذا لقوله تعالى : { محمد بن كعب تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا } . وصدق ، فإنه قول عظيم سبق القضاء والقدر ، ولولا أن ، ولا يزيد هذا في ملكه ، كما لا ينقص ذلك من [ ص: 251 ] ملكه ، ما جرى شيء من هذا على الألسنة ، ولكنه القدوس الحكيم الحليم ، فلم يبال بعد ذلك بما يقوله المبطلون . البارئ لا يضعه كفر الكافر ، ولا يرفعه إيمان المؤمن