يأخذن زينتهن أحسن ما ترى وإذا عطلن فهن خير عواطل
المسألة الرابعة : قوله : { إلا ما ظهر منها } اعلموا عرفكم الله الحقائق أن الظاهر من الألفاظ المتقابلة التي يقتضي أحدها الآخر ، وهو الباطن هاهنا ، كالأول مع الآخر ، والقديم مع الحديث ، فلما وصف الزينة بأن منها ظاهرا دل على أن هنالك باطنا .
واختلف في على ثلاثة أقوال : الزينة الظاهرة
الأول : أنها الثياب يعني أنها يظهر منها ثيابها خاصة ; قاله . ابن مسعود
الثاني : الكحل والخاتم ; قاله ابن عباس . والمسور
الثالث : أنه الوجه والكفان . وهو والقول الثاني بمعنى ، لأن الكحل والخاتم في الوجه والكفين ، إلا أنه يخرج عنه [ ص: 382 ] بمعنى آخر ، وهو أن الذي يرى الوجه والكفين هي الزينة الظاهرة يقول ذلك ما لم يكن فيها كحل أو خاتم ، فإن تعلق بها الكحل والخاتم وجب سترها ، وكانت من الباطنة . فأما الزينة الباطنة فالقرط والقلادة والدملج والخلخال وغيره .
وقال ابن القاسم عن : الخضاب ليس من الزينة الظاهرة . واختلف الناس في السوار ; فقالت مالك عائشة : هي من الزينة الظاهرة ; لأنها في اليدين . وقال : هي من الزينة الباطنة ; لأنها خارجة عن الكفين ; وإنما تكون في الذراع . وأما الخضاب فهو من الزينة الباطنة إذا كان في القدمين . والصحيح أنها من كل وجه هي التي في الوجه والكفين ، فإنها التي تظهر في الصلاة . وفي الإحرام عبادة ، وهي التي تظهر عادة . مجاهد