فيها ثمانية أقوال : الأول : أنه الصغير ; قال . مجاهد
الثاني : أنه العنين ; قاله عكرمة ، والشعبي .
الثالث : أنه الأبله المعتوه لا يدري النساء ; قاله ، سعيد بن جبير . وعطاء
الرابع : أنه المجبوب لفقد إربه .
الخامس : أنه الهرم ، لعجز إربه .
السادس : أنه الأحمق الذي لا يشتهي المرأة ، ولا يغار عليه الرجل . قاله . [ ص: 388 ] قتادة
السابع : أن الذي لا يهمه إلا بطنه قاله . مجاهد
الثامن : أنه خادم القوم للمعاش ; قاله الحسن . قال الفقيه القاضي أبو بكر رضي الله عنه : أما القول الأول بأنه الصغير فلا معنى له ، لأن ذلك قد أفرده الله بالذكر بعد ذلك في قوله : { أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء } . وأما غير ذلك فهم على قسمين ; منهم من له آلة ، ومنهم المجبوب الذي ليس له آلة ، والذي له آلة على قسمين : منهم العنين الذي لا يقوم له شيء ، ومنهم الذي لا قلب له في ذلك ، ولا علاقة بينه وبينه . فأما المجبوب والعنين فلا كلام فيهما .
وأما من عداهما ممن لا قلب له في ذلك فالقياس يقتضي ألا يكون بينه وبين المرأة اجتماع لضرورة حاله ; لكن الشريعة رخصت في ذلك للحاجة الماسة إليه ، ولقصد نفي الحرج به .
والدليل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم { ، فدخل عليها أم سلمة هيت المخنث ، فقال لأخيها عبد الله بن أبي أمية وهو عندها : يا عبد الله ; إن فتح الله عليكم الطائف غدا فإني أدلك على بادنة بنت غيلان يعني زوج ، فإنها تنيف بالذكر والأنثى ، وتقبل بأربع وتدبر بثمان مع ثغر كأنه الأقحوان ، وبين رجليها كالإناء المكفوء ، إن جلست تبنت ، وإن قامت تثنت ، وإن تكلمت تغنت : عبد الرحمن بن عوف
بين شكول النساء خلقتها قصد فلا جبلة ولا قضف تغترق الطرف وهي لاهية
كأنما شف وجهها نزف