المسألة الخامسة : { إني أريد أن أنكحك }
هل يكون هذا القول إيجابا أم لا ؟ وقد اختلف الناس في ؟ كما إذا قال : بعني ثوبك هذا . فقال : بعتك ، هل ينعقد البيع أم لا ؟ حتى يقول الآخر قبلت ، على قولين : [ ص: 498 ] فقال علماؤنا : ينعقد ، وإن تقدم القبول على الإيجاب بلفظ الاستدعاء لحصول الغرض من الرضا به ، على أصلنا ; فإن الرضا بالقلب هو الذي يعتبر كما وقع اللفظ ، فكذلك إذا الاستدعاء ، هل يكون قبولا ، يجب أن يكون هذا إيجابا حاصلا ; فإذا قال ذلك ، وقال الآخر : نعم ، انعقد البيع والنكاح . قال : أريد أن تنكحني ، أو أنكحك
وعليه يدل ظاهر الآية ; لأنه قال : { إني أريد أن أنكحك } فقال له الآخر : { ذلك بيني وبينك } وهذا انعقاد عزم ، وتمام قول ، وحصول مطلوب ، ونفوذ عقد .
وقد { بني النجار ; ثامنوني بحائطكم فقالوا : لا نطلب ثمنه ، إلا إلى الله } . فانعقد العقد ، وحصل المقصود من الملك . قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا