الآية الثالثة
قوله تعالى : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا } .
فيها ست مسائل : [ ص: 541 ] المسألة الأولى : في سبب نزولها ( قوله { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } ) : روي أن { النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد غزوة تبوك أمر الناس بالخروج ، فقال قوم : نستأذن آباءنا وأمهاتنا ; فأنزل الله تعالى فيهم : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } } .
وفي رواية عكرمة : وهو أبوهم وأزواجه أمهاتهم . والحديث في غزوة تبوك موضوع .
المسألة الثانية : روى الأئمة واللفظ للبخاري عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة ، اقرءوا إن شئتم : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ، فإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني ، فأنا مولاه } .
فانقلبت الآن الحال بالذنوب ، فإن تركوا مالا ضويق العصبة فيه ، وإن تركوا ضياعا أسلموا إليه ، فهذا تفسير الولاية المذكورة في هذه الآية بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم وتعيينه ، ولا عطر بعد عروس .


