الآية السادسة :
قوله تعالى : { يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا } . [ ص: 567 ]
فيها ثلاث مسائل :
المسألة الأولى :
قد تقدم القول في الفاحشة وتبيانها بما يغني عن إعادته ، وأنها تنطبق على الزنا ، وعلى سائر المعاصي .
المسألة الثانية :
أخبر الله تعالى أن يضاعف لها العذاب ضعفين ، لشرف منزلتهن ، وفضل درجتهن ، وتقدمهن على سائر النساء أجمع ; وكذلك ثبت في الشريعة أنه كلما تضاعفت الحرمات فهتكت تضاعفت العقوبات ; ولذلك ضوعف حد الحر على حد العبد ، والثيب على البكر ; لزيادة الفضل والشرف فيهما على قرينهما ; وذلك مشروح في سورة براءة . من جاء من نساء النبي صلى الله عليه وسلم بفاحشة
المسألة الثالثة :
قد قال : إن نساء النبي صلى الله عليه وسلم يحددن حدين . ويا مسروق ، لقد كنت في غنى عن هذا ; فإن نساء النبي لا يأتين أبدا بفاحشة توجب حدا ; ولذلك قال مسروق : ما بغت امرأة نبي قط ; وإنما خانت في الإيمان والطاعة ، ولو أمسك الناس عما لا ينبغي بل عما لا يعني لكثر الصواب ، وظهر الحق . ابن عباس