[ ص: 579 ] الآية الثانية عشرة قوله تعالى : { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها    }  فيها أربع مسائل : 
المسألة الأولى : الوطر : الأرب ، وهو الحاجة ، وذلك عبارة عن قضاء الشهوة . ومنه الحديث : { أيكم يملك أربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك أربه   } على أحد الضبطين يعني شهوته " . 
المسألة الثانية : قوله : { زوجناكها    } فذكر عقده عليها بلفظ التزويج ، وهذا اللفظ يدل عند جماعة على أنه القول المخصوص به الذي لا يجوز غيره فيه ، وعندنا يدل ذلك على أنه لا فضل فيه ، وقد بينا ذلك في سورة القصص . 
المسألة الثالثة : 
روى  يحيى بن سلام  وغيره { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا زيدا  فقال : ائت زينب  فاذكرني لها   } ، كما تقدم وقال يحيى    : { فأخبرها أن الله قد زوجنيها ، فاستفتح زيد  الباب ، فقالت : من ؟ قال : زيد    . قالت : ما حاجتك ؟ قال : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت : مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم ففتحت له ، فدخل عليها وهي تبكي ، فقال زيد    : لا أبكى الله لك عينا قد كنت نعمت المرأة تبرين قسمي ، وتطيعين أمري ، وتبغين مسرتي ، وقد أبدلك الله خيرا مني . قالت من ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم . فخرت ساجدة   } . 
وفي رواية كما تقدم { قالت : حتى أوامر ربي ، وقامت إلى مصلاها ، ونزل القرآن ، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن ، فكانت تفتخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : أما أنتن فزوجكن آباؤكن ، وأما أنا فزوجني الله من فوق سبع سموات   } .  [ ص: 580 ] وفي رواية : { إن زيدا  لما جاءها برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدها تخمر عجينها قال : فما استطعت أن أنظر إليها من عظمها في صدري ، فوليت لها ظهري ، ونكصت على عقبي ، وقلت : يا زينب  ، أبشري ، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك الحديث   } . وقال الشعبي    : { قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أدل عليك بثلاث ، ما من أزواجك امرأة تدل بهن عليك : جدي وجدك واحد ، وإني أنكحنيك الله من السموات ، وإن السفير جبريل    } . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					