المسألة السابعة : ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن } : المعنى أن الأمر إذا كان الإدناء والإقصاء لهن ، والتقريب والتبعيد إليك ، تفعل من ذلك ما شئت ، كان أقرب إلى قرة أعينهن ، وراحة قلوبهن ; لأن المرء إذا علم أنه لا حق له في شيء كان راضيا بما أوتي منه وإن قل ، وإن علم أن له حقا لم يقنعه ما أوتي منه ، واشتدت غيرته عليه ، وعظم حرصه فيه ، فكان ما فعل الله لرسوله من تفويض الأمر إليه في أحوال أزواجه أقرب إلى رضاهن معه ، واستقرار أعينهن على ما يسمح به منه لهن ، دون أن تتعلق قلوبهن بأكثر منه ، وذلك قوله في : قوله : {
المسألة الثامنة : { ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن }
المعنى : وترضى كل واحدة بما أوتيت من قليل أو كثير ، لعلمها بأن ذلك غير حق لها ، وإنما هو فضل تفضل به عليها ، وقليل رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ، واسم زوجته ، والكون في عصمته ، ومعه في الآخرة في درجته ، فضل من الله كبير .