المسألة الثالثة : إن قوله تعالى : { مساجد الله } يقتضي أنها لجميع المسلمين عامة ، الذين يعظمون الله تعالى ، وذلك حكمها بإجماع الأمة ; على أن خرجت عن جملة الأملاك المختصة بربها ، فصارت عامة لجميع المسلمين بمنفعتها ومسجديتها ، فلو البقعة إذا عينت للصلاة ، واختص به لنفسه لبقي على ملكه ، ولم يخرج إلى حد المسجدية ، ولو أباحه للناس كلهم لكان حكمه حكم سائر المساجد العامة ، وخرج عن اختصاص الأملاك . بنى الرجل في داره مسجدا وحجزه عن الناس