الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              وهذه هي المسألة السادسة : لأن الآية بعمومها تقتضي الجملة بالجملة والبعض بالبعض وقد قال أبو حنيفة : لا يؤخذ طرف الحر بطرف العبد ، وتؤخذ نفسه بنفسه ، فيقول : شخصان لا يجري بينهما القصاص في الأطراف مع الاستواء في السلامة والخلقة فلا يجري بينهما في الأنفس .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 94 ] وقال الليث : يؤخذ طرف العبد بطرف الحر ، ولا يؤخذ طرف الحر بطرف العبد ، وهذا ينعكس عليه ، ويلزمه مثله في النفس .

                                                                                                                                                                                                              وقال ابن أبي ليلى : القصاص جار بينهما في الطرف والنفس ، والتمهيد الذي قدمناه في صدر الآية يبطله ، وقد حققنا في مسائل الخلاف أن الله سبحانه وتعالى شرط المساواة في القتلى ، ولا مساواة بين الحر والعبد ; لأن الرق الذي هو من آثار الكفر يدخله تحت ذل الرق ، ويسلط عليه أيدي المالكين تسليطا يمنعه من المطاولة ، ويصده عن تعاطي المصاولة الموجبة للعداوة الباعثة على الإتلاف ، كدخول الكافر تحت ذل العهد ، وإن كانت فيه الحياة التي هي معنى الآدمية ، فإن مذلة العبودية ترهقه كمذلة الكفر المرهقة للذمي .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية