الآية السادسة عشرة قوله تعالى : { ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون واعتصموا بحبل الله جميعا } فيها أربع مسائل :
المسألة الأولى : الحبل : لفظ لغوي ينطلق على معان كثيرة ; أعظمها السبب الواصل بين شيئين . وهو هاهنا مما اختلف العلماء فيه ; فمنهم من قال : هو عهد الله ، وقيل : كتابه ، وقيل : دينه .
وقد روى الأئمة في الصحيح أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له حديث رؤيا الظلة التي تنطف عسلا وسمنا ، وفيه قال : { } الحديث إلى آخره ، وعبر ورأيت شيئا واصلا من السماء [ ص: 381 ] إلى الأرض الصديق بحضرته عليه السلام فقال : وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فهو الحق الذي أنت عليه ، فضرب الله تعالى على يدي ملك الرؤيا مثلا للحق الذي بعث به الأنبياء بالحبل الواصل بين السماء والأرض ، وهذا لأنهما جميعا ينيران بمشكاة واحدة .
المسألة الثانية : إذا ثبت هذا فالأظهر أنه كتاب الله ، فإنه يتضمن عهده ودينه .