الآية الحادية والثلاثون قوله تعالى : { إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه  إن الله غفور رحيم    } . 
فيها خمس عشرة مسألة : المسألة الأولى : قوله تعالى : { إنما    } : وهي كلمة موضوعة للحصر تتضمن النفي والإثبات ; فتثبت ما تناوله الخطاب وتنفي ما عداه ; وقد بينا ذلك في ملجئة المتفقهين ومسائل الخلاف . 
وقد حصرت هاهنا المحرم لا سيما وقد جاءت عقب المحلل ; فقال تعالى : { يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم    } . 
فأدت هذه الآية الإباحة على الإطلاق ، ثم عقبها بالمحرم بكلمة " إنما " الحاصرة ; فاقتضى ذلك الإيعاب  [ ص: 77 ] للقسمين ; فلا محرم يخرج عن هذه الآية ، وهي مدنية ، وأكدتها الآية الأخرى التي روي أنها نزلت بعرفة    : { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما    } إلى آخرها فاستوى البيان أولا وآخرا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					