المسألة الموفية ثلاثين : قوله تعالى : { فتيمموا صعيدا } : معناه فاقصدوا . وقد روي عن أنه قرأها فائتموا ، والأولى أفصح وأملح ; فإن " اقصدوا " أملح من اتخذوه إماما ، ومن هاهنا قال عبد الله : تلزم أبو حنيفة ; لأنه القصد لفظا ومعنى . قلنا : ليس القصد إليه للاستعمال بدل الماء هو النية ، إنما معناه اجعلوه بدلا ، فأما قصد التقرب فهو غيره . جواب آخر : وذلك أن قوله : { النية في التيمم فتيمموا } إن كان يقتضي بلفظه النية فقوله : تطهروا واغتسلوا يقتضي بلفظه النية ، كما تقدم . فإن قيل : الماء مطهر بنفسه ، فلم يفتقر إلى قصد إذا وجدت النظافة به على أي وجه كانت . قلنا : وكذلك التراب ملوث بنفسه ، فلم يفتقر إلى قصد إذا وجد التلوث به .