[ ص: 587 ] الآية الثانية والأربعون :
قوله تعالى : { وكان الله على كل شيء مقيتا : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها } . الآية فيها مسألتان :
المسألة الأولى : اختلف في قوله : { من يشفع شفاعة } على ثلاثة أقوال :
الأول : من يزيد عملا إلى عمل .
الثاني : من يعين أخاه بكلمة عند غيره في قضاء حاجة . قال النبي صلى الله عليه وسلم { } . اشفعوا تؤجروا ، وليقض الله سبحانه على لسان رسوله ما شاء
الثالث : قال في معناه : من يكن يا الطبري محمد شفيعا لوتر أصحابك في الجهاد للعدو يكن له نصيب في الآخرة من الأجر . ومن يشفع وترا من الكفار في جهادك يكن له كفل في الآخرة من الإثم
. والصحيح عندي أنها عامة في كل ذلك ، ، وذلك فيما كان سعيا في إثم أو في إسقاط حد بعد وجوبه ، فيكون حينئذ شفاعة سيئة . وقد تكون الشفاعة غير جائزة
وروت { عائشة قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ؟ فقالوا : ومن يجترئ إلا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 588 ] فكلمه أسامة بن زيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وايم الله لو أن أسامة فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها } مختصرا . وهذا حديث صحيح . وروى أن أبو داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { } . تعافوا الحدود فيما بينكم ، فما بلغني من حد فقد وجب