الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : قوله تعالى : { إلا من ظلم } : قرئ بفتح الظاء ، وقرئ بضمها ، وقال أهل العربية : كلا القراءتين هو استثناء ليس من الأول ، وإنما هو بمعنى : لكن من ظلم . ويجوز أن يكون موضع " من " رفعا على البدل من أحد . التقدير : لا يحب الجهر بالسوء لأحد إلا من ظلم . والذي قرأها بالفتح هو زيد بن أسلم ، وكان من العلماء بالقرآن ، وقد أغفل المتكلمون على الآية تقديرها وإعرابها ، وقد بيناه في ملجئة المتفقهين .

                                                                                                                                                                                                              واختصاره أن الآية لا بد فيها من حذف مقدر ، تقديره في فاتحة الآية ليأتي الاستثناء مركبا على معنى مقدر خير من تقديره هذا الاستثناء فنقول : معنى الآية لا يحب الله الجهر بالسوء من القول لأحد إلا من ظلم بضم الظاء . أو نقول مقدرا للقراءة الأخرى : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول لأحد إلا من ظلم ، فهذا خير لك من أن تقول تقديره : لكن من ظلم بضم الظاء فإنه كذا . أو من ظلم فإنه كذا ، التقدير أبعد منه وأضعف ، كما قدر العلماء المحققون في قوله تعالى : { إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم } . قيل الاستثناء تقديرا انتظم به الكلام واتسق به المعنى ; قالوا : تقدير الآية إني لا يخاف لدي المرسلون ، لكن يخاف الظالمون ، إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء ، فإني غفور رحيم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية