قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا nindex.php?page=treesubj&link=28975قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27والله يريد أن يتوب عليكم ابتداء وخبر . وأن في موضع نصب ب يريد وكذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يريد الله أن يخفف عنكم ؛ ف ( أن ) يخفف في موضع نصب ب ( يريد ) والمعنى : يريد توبتكم ، أي يقبلها فيتجاوز عن ذنوبكم ويريد التخفيف عنكم . قيل : هذا في جميع أحكام الشرع ، وهو الصحيح . وقيل : المراد بالتخفيف نكاح الأمة ، أي لما علمنا ضعفكم عن الصبر عن النساء خففنا عنكم بإباحة الإماء ؛ قاله
مجاهد وابن زيد nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس . قال
طاوس : ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء . واختلف في
[ ص: 131 ] تعيين المتبعين للشهوات ؛ فقال
مجاهد : هم الزناة .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هم
اليهود والنصارى . وقالت فرقة : هم
اليهود خاصة ؛ لأنهم أرادوا أن يتبعهم المسلمون في نكاح الأخوات من الأب . وقال
ابن زيد : ذلك على العموم ، وهو الأصح . والميل : العدول عن طريق الاستواء ؛ فمن كان عليها أحب أن يكون أمثاله عليها حتى لا تلحقه معرة .
nindex.php?page=treesubj&link=28975قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28وخلق الإنسان ضعيفا نصب على الحال ؛ والمعنى أن هواه يستميله وشهوته وغضبه يستخفانه ، وهذا أشد الضعف فاحتاج إلى التخفيف . وقال
طاوس : ذلك في أمر النساء خاصة . وروي عن
ابن عباس أنه قرأ " وخلق الإنسان ضعيفا " أي وخلق الله الإنسان ضعيفا ، أي لا يصبر عن النساء . قال
ابن المسيب : لقد أتى علي ثمانون سنة وذهبت إحدى عيني وأنا أعشو بالأخرى وصاحبي أعمى أصم - يعني ذكره - وإني أخاف من فتنة النساء . ونحوه عن
عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، قال
عبادة : ألا تروني لا أقوم إلا رفدا ولا آكل إلا ما لوق لي - قال
يحيى : يعني لين وسخن - وقد مات صاحبي منذ زمان - قال
يحيى : يعني ذكره - وما يسرني أني خلوت بامرأة لا تحل لي ، وأن لي ما تطلع عليه الشمس مخافة أن يأتيني الشيطان فيحركه علي ، إنه لا سمع له ولا بصر .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا nindex.php?page=treesubj&link=28975قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ . وَأَنْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِ يُرِيدُ وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ؛ فَ ( أَنْ ) يُخَفِّفَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِ ( يُرِيدُ ) وَالْمَعْنَى : يُرِيدُ تَوْبَتَكُمْ ، أَيْ يَقْبَلُهَا فَيَتَجَاوَزُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُرِيدُ التَّخْفِيفَ عَنْكُمْ . قِيلَ : هَذَا فِي جَمِيعِ أَحْكَامِ الشَّرْعِ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالتَّخْفِيفِ نِكَاحُ الْأَمَةِ ، أَيْ لَمَّا عَلِمْنَا ضَعْفَكُمْ عَنِ الصَّبْرِ عَنِ النِّسَاءِ خَفَّفْنَا عَنْكُمْ بِإِبَاحَةِ الْإِمَاءِ ؛ قَالَهُ
مُجَاهِدٌ وَابْنُ زَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16248وَطَاوُسٌ . قَالَ
طَاوُسٌ : لَيْسَ يَكُونُ الْإِنْسَانُ فِي شَيْءٍ أَضْعَفَ مِنْهُ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ . وَاخْتُلِفَ فِي
[ ص: 131 ] تَعْيِينِ الْمُتَّبِعِينَ لِلشَّهَوَاتِ ؛ فَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هُمُ الزُّنَاةُ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : هُمْ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى . وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : هُمُ
الْيَهُودُ خَاصَّةً ؛ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَتَّبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي نِكَاحِ الْأَخَوَاتِ مِنَ الْأَبِ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : ذَلِكَ عَلَى الْعُمُومِ ، وَهُوَ الْأَصَحُّ . وَالْمَيْلُ : الْعُدُولُ عَنْ طَرِيقِ الِاسْتِوَاءِ ؛ فَمَنْ كَانَ عَلَيْهَا أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَمْثَالُهُ عَلَيْهَا حَتَّى لَا تَلْحَقُهُ مَعَرَّةٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=28975قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا نُصِبَ عَلَى الْحَالِ ؛ وَالْمَعْنَى أَنَّ هَوَاهُ يَسْتَمِيلُهُ وَشَهْوَتُهُ وَغَضَبُهُ يَسْتَخِفَّانِهِ ، وَهَذَا أَشَدُّ الضَّعْفِ فَاحْتَاجَ إِلَى التَّخْفِيفِ . وَقَالَ
طَاوُسٌ : ذَلِكَ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ خَاصَّةً . وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ " وَخَلَقَ الْإِنْسَانَ ضَعِيفًا " أَيْ وَخَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ ضَعِيفًا ، أَيْ لَا يَصْبِرُ عَنِ النِّسَاءِ . قَالَ
ابْنُ الْمُسَيَّبِ : لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ ثَمَانُونَ سَنَةً وَذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيَّ وَأَنَا أَعْشُو بِالْأُخْرَى وَصَاحِبِي أَعْمَى أَصَمُّ - يَعْنِي ذَكَرُهُ - وَإِنِّي أَخَافُ مِنْ فِتْنَةِ النِّسَاءِ . وَنَحْوَهُ عَنْ
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
عُبَادَةُ : أَلَا تَرَوْنِي لَا أَقُومُ إِلَّا رِفْدًا وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا لُوِّقَ لِي - قَالَ
يَحْيَى : يَعْنِي لُيِّنَ وَسُخِّنَ - وَقَدْ مَاتَ صَاحِبِي مُنْذُ زَمَانٍ - قَالَ
يَحْيَى : يَعْنِي ذَكَرُهُ - وَمَا يَسُرُّنِي أَنِّي خَلَوْتُ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لِي ، وَأَنَّ لِي مَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ مَخَافَةَ أَنْ يَأْتِيَنِي الشَّيْطَانُ فَيُحَرِّكَهُ عَلَيَّ ، إِنَّهُ لَا سَمْعَ لَهُ وَلَا بَصَرَ .