قال الله تعالى : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا [ النساء : 36 ] . وقال تعالى : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا [ الكهف : 110 ] . روى مسلم عن قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : أبي هريرة . وقال إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت ولكن قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل : ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار الترمذي في هذا الحديث : أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة أبا هريرة . ثم ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ركبتي فقال : يا أبو هريرة اسمه عبد الله ، وقيل : عبد الرحمن ، وقال : لأني حملت هرة في كمي ، فرآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما هذه ؟ قلت : هرة ، فقال : يا أبا هريرة أبا هريرة . قال كنيت : وهذا الحديث فيمن لم يرد بعمله وعلمه وجه الله تعالى . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ابن عبد البر . من طلب العلم لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار
وخرج ابن المبارك في رقائقه عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : العباس بن عبد المطلب وروى " يظهر هذا الدين حتى يجاوز البحار وحتى تخاض البحار بالخيل في سبيل الله تبارك وتعالى ثم يأتي أقوام يقرءون القرآن فإذا قرءوه قالوا : من أقرأ منا من أعلم منا " ثم التفت إلى أصحابه فقال : " هل ترون في أولئكم من خير " قالوا : لا . قال : " أولئك منكم وأولئك من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار " أبو داود عن والترمذي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي هريرة . يعني ريحها . [ ص: 36 ] قال " من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة " الترمذي : حديث حسن . وروي عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي هريرة قال : هذا حديث غريب . وفي كتاب تعوذوا بالله من جب الحزن قالوا : يا رسول الله وما جب الحزن ؟ قال : واد في جهنم تتعوذ منه جهنم في كل يوم مائة مرة قيل : يا رسول الله ومن يدخله ؟ قال : القراء المراءون بأعمالهم أسد بن موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن في جهنم لواديا ، إن جهنم لتتعوذ من شر ذلك الوادي كل يوم سبع مرات وإن في ذلك الوادي لجبا ، إن جهنم وذلك الوادي ليتعوذان بالله من شر ذلك الجب وإن في الجب لحية ، وإن جهنم والوادي والجب ليتعوذون بالله من شر تلك الحية سبع مرات أعدها الله للأشقياء من حملة القرآن الذين يعصون الله . فيجب على ; فإن كان تقدم له شيء مما يكره فليبادر التوبة والإنابة ، وليبتدئ الإخلاص في الطلب وعمله . فالذي يلزم حامل القرآن من التحفيظ أكثر مما يلزم غيره ، كما أن له من الأجر ما ليس لغيره . روى حامل القرآن وطالب العلم أن يتقي الله في نفسه ويخلص العمل لله الترمذي عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي الدرداء . أنزل الله في بعض الكتب - أو أوحى - إلى بعض الأنبياء قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر إياي يخادعون وبي يستهزئون لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران
وخرج الطبري في كتاب آداب النفوس : حدثنا حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء المحاربي عن عمرو بن عامر البجلي عن ابن صدقة عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من حدثه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تخادع الله فإنه من يخادع الله يخدعه الله ونفسه يخادع لو يشعر قالوا : يا رسول الله ، وكيف يخادع الله ؟ قال : تعمل بما أمرك الله به وتطلب به غيره واتقوا الرياء فإنه الشرك وإن المرائي يدعى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد بأربعة أسماء ينسب إليها يا كافر يا خاسر يا غادر يا فاجر ضل عملك وبطل أجرك فلا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع وروى علقمة عن قال : كيف أنتم ! إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ، ويهرم الكبير ، وتتخذ سنة مبتدعة يجري عليها الناس فإذا غير منها شيء قيل : قد غيرت السنة . قيل : متى ذلك يا عبد الله بن مسعود أبا عبد الرحمن ؟ قال : إذا كثر قراؤكم ، وقل فقهاؤكم ، وكثر أمراؤكم ، وقل أمناؤكم ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة ، وتفقه لغير الدين . وقال سفيان بن عيينة : بلغنا عن ابن عباس أنه قال : لو أن حملة القرآن أخذوه بحقه وما ينبغي لأحبهم الله ، ولكن طلبوا به الدنيا فأبغضهم الله ، وهانوا على الناس . وروي عن في قول الله تعالى : أبي جعفر محمد بن علي فكبكبوا فيها هم والغاوون [ الشعراء : 94 ] قال : قوم وصفوا الحق والعدل بألسنتهم ، وخالفوه إلى غيره . وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في أثناء الكتاب إن شاء الله تعالى . [ ص: 37 ]