قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم أي يحملكم في البر على الدواب وفي البحر على الفلك . وقال
الكلبي : يحفظكم في السير .
[ ص: 238 ] والآية تتضمن
nindex.php?page=treesubj&link=29485تعديد النعم فيما هي الحال بسبيله من ركوب الناس الدواب والبحر . وقد مضى الكلام في ركوب البحر في " البقرة " . يسيركم قراءة العامة .
ابن عامر " ينشركم " بالنون والشين ، أي يبثكم ويفرقكم . والفلك يقع على الواحد والجمع ، ويذكر ويؤنث ، وقد تقدم القول فيه . وقوله : ( وجرين بهم ) خروج من الخطاب إلى الغيبة ، وهو في القرآن وأشعار العرب كثير ; قال
النابغة :
يا دار مية بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأمد
قال
ابن الأنباري : وجائز في اللغة أن يرجع من خطاب الغيبة إلى لفظ المواجهة بالخطاب ; قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=21وسقاهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا فأبدل الكاف من الهاء .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22بريح طيبة وفرحوا بها تقدم الكلام فيها في " البقرة "
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جاءتها ريح عاصف الضمير في جاءتها للسفينة . وقيل للريح الطيبة . والعاصف الشديدة ; يقال : عصفت الريح وأعصفت ، فهي عاصف ومعصف ومعصفة أي شديدة ، قال الشاعر :
حتى إذا أعصفت ريح مزعزعة فيها قطار ورعد صوته زجل
وقال عاصف بالتذكير لأن لفظ الريح مذكر ، وهي القاصف أيضا . والطيبة غير عاصف ولا بطيئة .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وجاءهم الموج من كل مكان والموج ما ارتفع من الماء ، وظنوا : أي أيقنوا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22أنهم أحيط بهم أي أحاط بهم البلاء ; يقال لمن وقع في بلية : قد أحيط به ، كأن البلاء قد أحاط به ; وأصل هذا أن العدو إذا أحاط بموضع فقد هلك أهله .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22دعوا الله مخلصين له الدين أي دعوه وحده وتركوا ما كانوا يعبدون . وفي هذا دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=32071_32084الخلق جبلوا على الرجوع إلى الله في الشدائد ، وأن المضطر يجاب دعاؤه ، وإن كان كافرا ; لانقطاع الأسباب ورجوعه إلى الواحد رب الأرباب ; على ما يأتي بيانه في " النمل " إن شاء الله تعالى . وقال بعض المفسرين : إنهم قالوا في دعائهم أهيا شراهيا ; أي : يا حي يا قيوم . وهي لغة العجم .
مسألة : هذه الآية تدل على ركوب البحر مطلقا ، ومن السنة حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفيه : إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء . . . الحديث . وحديث
أنس في قصة
nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام يدل على جواز ركوبه في الغزو ، وقد مضى هذا المعنى في " البقرة " مستوفى والحمد لله . وقد
[ ص: 239 ] تقدم في آخر " الأعراف " حكم راكب البحر في حال ارتجاجه وغليانه ، هل حكمه حكم الصحيح أو المريض المحجور عليه ; فتأمله هناك .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لئن أنجيتنا من هذه أي هذه الشدائد والأهوال . وقال
الكلبي : من هذه الريح .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لنكونن من الشاكرين أي من العاملين بطاعتك على نعمة الخلاص . فلما أنجاهم أي خلصهم وأنقذهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23إذا هم يبغون في الأرض أي يعملون في الأرض بالفساد وبالمعاصي . والبغي : الفساد والشرك ; من بغى الجرح إذا فسد ; وأصله الطلب ، أي يطلبون الاستعلاء بالفساد بغير الحق أي بالتكذيب ; ومنه بغت المرأة طلبت غير زوجها .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم أي وباله عائد عليكم ; وتم الكلام ، ثم ابتدأ فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون أي هو متاع الحياة الدنيا ; ولا بقاء له . قال
النحاس : بغيكم رفع بالابتداء وخبره ( متاع الحياة الدنيا ) . و على أنفسكم مفعول معنى فعل البغي . ويجوز أن يكون خبره على أنفسكم وتضمر مبتدأ ، أي ذلك متاع الحياة الدنيا ، أو هو متاع الحياة الدنيا ; وبين المعنيين حرف لطيف ، إذا رفعت متاعا على أنه خبر بغيكم فالمعنى . إنما بغي بعضكم على بعض ; مثل :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فسلموا على أنفسكم وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128لقد جاءكم رسول من أنفسكم . وإذا كان الخبر على أنفسكم فالمعنى إنما فسادكم راجع عليكم ; مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7وإن أسأتم فلها . وروي عن
سفيان بن عيينة أنه قال : أراد أن البغي متاع الحياة الدنيا ، أي عقوبته تعجل لصاحبه في الدنيا ; كما يقال : البغي مصرعة . وقرأ
ابن أبي إسحاق متاع بالنصب على أنه مصدر ; أي تتمتعون متاع الحياة الدنيا . أو بنزع الخافض ، أي لمتاع ، أو مصدر ، بمعنى المفعول على الحال ، أي متمتعين . أو هو نصب على الظرف ، أي في متاع الحياة الدنيا ، ومتعلق الظرف والجار والحال معنى الفعل في البغي . و على أنفسكم مفعول ذلك المعنى .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ أَيْ يَحْمِلُكُمْ فِي الْبَرِّ عَلَى الدَّوَابِّ وَفِي الْبَحْرِ عَلَى الْفُلْكِ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : يَحْفَظُكُمْ فِي السَّيْرِ .
[ ص: 238 ] وَالْآيَةُ تَتَضَمَّنُ
nindex.php?page=treesubj&link=29485تَعْدِيدَ النِّعَمِ فِيمَا هِيَ الْحَالُ بِسَبِيلِهِ مِنْ رُكُوبِ النَّاسِ الدَّوَابَّ وَالْبَحْرَ . وَقَدْ مَضَى الْكَلَامُ فِي رُكُوبِ الْبَحْرِ فِي " الْبَقَرَةِ " . يُسَيِّرُكُمْ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ .
ابْنُ عَامِرٍ " يَنْشُرُكُمْ " بِالنُّونِ وَالشِّينِ ، أَيْ يَبُثُّكُمْ وَيُفَرِّقُكُمْ . وَالْفُلْكُ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ ، وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ . وَقَوْلُهُ : ( وَجَرَيْنَ بِهِمْ ) خُرُوجٌ مِنَ الْخِطَابِ إِلَى الْغَيْبَةِ ، وَهُوَ فِي الْقُرْآنِ وَأَشْعَارِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ ; قَالَ
النَّابِغَةُ :
يَا دَارَ مَيَّةَ بِالْعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الْأَمَدِ
قَالَ
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَجَائِزٌ فِي اللُّغَةِ أَنْ يُرْجَعَ مِنْ خِطَابِ الْغَيْبَةِ إِلَى لَفْظِ الْمُوَاجَهَةِ بِالْخِطَابِ ; قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=21وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا فَأَبْدَلَ الْكَافَ مِنَ الْهَاءِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهَا فِي " الْبَقَرَةِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ الضَّمِيرُ فِي جَاءَتْهَا لِلسَّفِينَةِ . وَقِيلَ لِلرِّيحِ الطَّيِّبَةِ . وَالْعَاصِفُ الشَّدِيدَةُ ; يُقَالُ : عَصَفَتِ الرِّيحُ وَأَعْصَفَتْ ، فَهِيَ عَاصِفٌ وَمُعْصِفٌ وَمُعْصِفَةٌ أَيْ شَدِيدَةٌ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
حَتَّى إِذَا أَعْصَفَتْ رِيحٌ مُزَعْزِعَةٌ فِيهَا قِطَارٌ وَرَعْدٌ صَوْتُهُ زَجِلُ
وَقَالَ عَاصِفٌ بِالتَّذْكِيرِ لِأَنَّ لَفْظَ الرِّيحِ مُذَكَّرٌ ، وَهِيَ الْقَاصِفُ أَيْضًا . وَالطَّيِّبَةُ غَيْرُ عَاصِفٍ وَلَا بَطِيئَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَالْمَوْجُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْمَاءِ ، وَظَنُّوا : أَيْ أَيْقَنُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ أَيْ أَحَاطَ بِهِمُ الْبَلَاءُ ; يُقَالُ لِمَنْ وَقَعَ فِي بَلِيَّةٍ : قَدْ أُحِيطَ بِهِ ، كَأَنَّ الْبَلَاءَ قَدْ أَحَاطَ بِهِ ; وَأَصْلُ هَذَا أَنَّ الْعَدُوَّ إِذَا أَحَاطَ بِمَوْضِعٍ فَقَدْ هَلَكَ أَهْلُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ أَيْ دَعَوْهُ وَحْدَهُ وَتَرَكُوا مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32071_32084الْخَلْقَ جُبِلُوا عَلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ فِي الشَّدَائِدِ ، وَأَنَّ الْمُضْطَرَّ يُجَابُ دُعَاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا ; لِانْقِطَاعِ الْأَسْبَابِ وَرُجُوعِهِ إِلَى الْوَاحِدِ رَبِّ الْأَرْبَابِ ; عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ فِي " النَّمْلِ " إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّهُمْ قَالُوا فِي دُعَائِهِمْ أَهْيَا شَرَاهِيَا ; أَيْ : يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ . وَهِيَ لُغَةُ الْعَجَمِ .
مَسْأَلَةٌ : هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى رُكُوبِ الْبَحْرِ مُطْلَقًا ، وَمِنَ السُّنَّةِ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ : إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ . . . الْحَدِيثَ . وَحَدِيثُ
أَنَسٍ فِي قِصَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11471أُمِّ حَرَامٍ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ رُكُوبِهِ فِي الْغَزْوِ ، وَقَدْ مَضَى هَذَا الْمَعْنَى فِي " الْبَقَرَةِ " مُسْتَوْفًى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ . وَقَدْ
[ ص: 239 ] تَقَدَّمَ فِي آخِرِ " الْأَعْرَافِ " حُكْمُ رَاكِبِ الْبَحْرِ فِي حَالِ ارْتِجَاجِهِ وَغَلَيَانِهِ ، هَلْ حُكْمُهُ حُكْمُ الصَّحِيحِ أَوِ الْمَرِيضِ الْمَحْجُورِ عَلَيْهِ ; فَتَأَمَّلْهُ هُنَاكَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ أَيْ هَذِهِ الشَّدَائِدِ وَالْأَهْوَالِ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ أَيْ مِنَ الْعَامِلِينَ بِطَاعَتِكَ عَلَى نِعْمَةِ الْخَلَاصِ . فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ أَيْ خَلَّصَهُمْ وَأَنْقَذَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ أَيْ يَعْمَلُونَ فِي الْأَرْضِ بِالْفَسَادِ وَبِالْمَعَاصِي . وَالْبَغْيُ : الْفَسَادُ وَالشِّرْكُ ; مِنْ بَغَى الْجُرْحُ إِذَا فَسَدَ ; وَأَصْلُهُ الطَّلَبُ ، أَيْ يَطْلُبُونَ الِاسْتِعْلَاءَ بِالْفَسَادِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أَيْ بِالتَّكْذِيبِ ; وَمِنْهُ بَغَتِ الْمَرْأَةُ طَلَبَتْ غَيْرَ زَوْجِهَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَيْ وَبَالُهُ عَائِدٌ عَلَيْكُمْ ; وَتَمَّ الْكَلَامُ ، ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَيْ هُوَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ; وَلَا بَقَاءَ لَهُ . قَالَ
النَّحَّاسُ : بَغْيُكُمْ رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ ( مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) . وَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَفْعُولُ مَعْنَى فِعْلِ الْبَغْيِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرُهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَتُضْمِرُ مُبْتَدَأً ، أَيْ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، أَوْ هُوَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ; وَبَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ حَرْفٌ لَطِيفٌ ، إِذَا رَفَعْتَ مَتَاعًا عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ بَغْيِكُمْ فَالْمَعْنَى . إِنَّمَا بَغْيُ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ ; مِثْلُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَكَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ . وَإِذَا كَانَ الْخَبَرُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَالْمَعْنَى إِنَّمَا فَسَادُكُمْ رَاجِعٌ عَلَيْكُمْ ; مِثْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا . وَرُوِيَ عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ : أَرَادَ أَنَّ الْبَغْيَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، أَيْ عُقُوبَتُهُ تُعَجَّلُ لِصَاحِبِهِ فِي الدُّنْيَا ; كَمَا يُقَالُ : الْبَغْيُ مَصْرَعَةٌ . وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ مَتَاعَ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ ; أَيْ تَتَمَتَّعُونَ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا . أَوْ بِنَزْعِ الْخَافِضِ ، أَيْ لِمَتَاعِ ، أَوْ مَصْدَرٌ ، بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ عَلَى الْحَالِ ، أَيْ مُتَمَتِّعِينَ . أَوْ هُوَ نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِ ، أَيْ فِي مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَمُتَعَلِّقُ الظَّرْفِ وَالْجَارِّ وَالْحَالِ مَعْنَى الْفِعْلِ فِي الْبَغْيِ . وَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَفْعُولُ ذَلِكَ الْمَعْنَى .