قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27والذين كسبوا السيئات أي عملوا المعاصي . وقيل : الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27جزاء سيئة بمثلها " جزاء " مرفوع بالابتداء ، وخبره بمثلها . قال
ابن كيسان : الباء زائدة ; والمعنى
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30531جزاء سيئة مثلها . وقيل : الباء مع ما بعدها الخبر ، وهي متعلقة بمحذوف قامت مقامه ، والمعنى : جزاء سيئة كائن بمثلها ; كقولك : إنما أنا بك ; أي إنما أنا كائن بك . ويجوز
[ ص: 245 ] أن تتعلق ب " جزاء " التقدير : جزاء سيئة بمثلها كائن ; فحذف خبر المبتدأ . ويجوز أن يكون جزاء مرفوعا على تقدير فلهم جزاء سيئة ; فيكون مثل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فعدة من أيام أخر أي فعليه عدة ، وشبهه ; والباء على هذا التقدير تتعلق بمحذوف ، كأنه قال لهم جزاء سيئة ثابت بمثلها ، أو تكون مؤكدة أو زائدة . ومعنى هذه المثلية أن ذلك الجزاء مما يعد مماثلا لذنوبهم ، أي هم غير مظلومين ، وفعل الرب جلت قدرته وتعالى شأنه غير معلل بعلة .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وترهقهم ذلة أي يغشاهم هوان وخزي .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27ما لهم من الله أي من عذاب الله من عاصم أي مانع يمنعهم منه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كأنما أغشيت أي ألبست
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وجوههم قطعا جمع قطعة ، وعلى هذا يكون مظلما حالا من الليل أي أغشيت وجوههم قطعا من الليل في حال ظلمته . وقرأ
الكسائي وابن كثير " قطعا " بإسكان الطاء ; ف " مظلما " على هذا نعت ، ويجوز أن يكون حالا من الليل . والقطع اسم ما قطع فسقط . وقال
ابن السكيت : القطع طائفة من الليل ; وسيأتي في " هود " إن شاء الله تعالى .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ أَيْ عَمِلُوا الْمَعَاصِيَ . وَقِيلَ : الشِّرْكُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا " جَزَاءُ " مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ ، وَخَبَرُهُ بِمِثْلِهَا . قَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : الْبَاءُ زَائِدَةٌ ; وَالْمَعْنَى
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30531جَزَاءُ سَيِّئَةٍ مِثْلُهَا . وَقِيلَ : الْبَاءُ مَعَ مَا بَعْدَهَا الْخَبَرُ ، وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ قَامَتْ مَقَامَهُ ، وَالْمَعْنَى : جَزَاءُ سَيِّئَةٍ كَائِنٌ بِمِثْلِهَا ; كَقَوْلِكَ : إِنَّمَا أَنَا بِكَ ; أَيْ إِنَّمَا أَنَا كَائِنٌ بِكَ . وَيَجُوزُ
[ ص: 245 ] أَنْ تَتَعَلَّقَ بِ " جَزَاءُ " التَّقْدِيرُ : جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا كَائِنٌ ; فَحُذِفَ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَزَاءٌ مَرْفُوعًا عَلَى تَقْدِيرِ فَلَهُمْ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ ; فَيَكُونُ مِثْلَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ أَيْ فَعَلَيْهِ عِدَّةٌ ، وَشِبْهُهُ ; وَالْبَاءُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ تَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ ، كَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ ثَابِتٌ بِمِثْلِهَا ، أَوْ تَكُونُ مُؤَكِّدَةً أَوْ زَائِدَةً . وَمَعْنَى هَذِهِ الْمِثْلِيَّةِ أَنَّ ذَلِكَ الْجَزَاءَ مِمَّا يُعَدُّ مُمَاثِلًا لِذُنُوبِهِمْ ، أَيْ هُمْ غَيْرُ مَظْلُومِينَ ، وَفِعْلُ الرَّبِّ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ وَتَعَالَى شَأْنُهُ غَيْرُ مُعَلَّلٍ بِعِلَّةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ أَيْ يَغْشَاهُمْ هَوَانٌ وَخِزْيٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ أَيْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ أَيْ مَانِعٍ يَمْنَعُهُمْ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ أَيْ أُلْبِسَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وُجُوهُهُمْ قِطَعًا جَمْعُ قِطْعَةٍ ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ مُظْلِمًا حَالًا مِنَ اللَّيْلِ أَيْ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ فِي حَالِ ظُلْمَتِهِ . وَقَرَأَ
الْكِسَائِيُّ وَابْنُ كَثِيرٍ " قِطْعًا " بِإِسْكَانِ الطَّاءِ ; فَ " مُظْلِمًا " عَلَى هَذَا نَعْتٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ اللَّيْلِ . وَالْقِطْعُ اسْمُ مَا قُطِعَ فَسَقَطَ . وَقَالَ
ابْنُ السِّكِّيتِ : الْقِطْعُ طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ ; وَسَيَأْتِي فِي " هُودٍ " إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .