قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون فيه أربع مسائل : الأولى : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113ولا تركنوا الركون حقيقة الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به ، قال
قتادة : معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم .
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : لا تميلوا إليهم .
أبو العالية : لا ترضوا أعمالهم ; وكله متقارب . وقال
ابن زيد : الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم .
الثانية : قرأ الجمهور : تركنوا بفتح الكاف ; قال
أبو عمرو : هي لغة
أهل الحجاز . وقرأ
طلحة بن مصرف وقتادة وغيرهما : " تركنوا " بضم الكاف ; قال
الفراء : وهي لغة
تميم وقيس . وجوز قوم ركن يركن مثل منع يمنع .
الثالثة : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113إلى الذين ظلموا قيل : أهل الشرك . وقيل : عامة فيهم وفي العصاة ، على نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا الآية . وقد تقدم . وهذا هو الصحيح في معنى الآية ; وأنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم ; فإن صحبتهم كفر أو معصية ; إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة ; وقد قال حكيم :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في " آل عمران " و " المائدة " . وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار . والله أعلم .
الرابعة : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113فتمسكم النار أي تحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ فِيهِ أَرْبَعُ مَسَائِلَ : الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113وَلَا تَرْكَنُوا الرُّكُونُ حَقِيقَةٌ الِاسْتِنَادُ وَالِاعْتِمَادُ وَالسُّكُونُ إِلَى الشَّيْءِ وَالرِّضَا بِهِ ، قَالَ
قَتَادَةُ : مَعْنَاهُ لَا تَوَدُّوهُمْ وَلَا تُطِيعُوهُمْ .
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : لَا تَمِيلُوا إِلَيْهِمْ .
أَبُو الْعَالِيَةِ : لَا تَرْضَوْا أَعْمَالَهُمْ ; وَكُلُّهُ مُتَقَارِبٌ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الرُّكُونُ هُنَا الْإِدْهَانُ وَذَلِكَ أَلَّا يُنْكِرَ عَلَيْهِمْ كُفْرَهُمْ .
الثَّانِيَةُ : قَرَأَ الْجُمْهُورُ : تَرْكَنُوا بِفَتْحِ الْكَافِ ; قَالَ
أَبُو عَمْرٍو : هِيَ لُغَةُ
أَهْلِ الْحِجَازِ . وَقَرَأَ
طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمَا : " تَرْكُنُوا " بِضَمِّ الْكَافِ ; قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَهِيَ لُغَةُ
تَمِيمٍ وَقَيْسٍ . وَجَوَّزَ قَوْمٌ رَكَنَ يَرْكَنُ مِثْلُ مَنَعَ يَمْنَعُ .
الثَّالِثَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا قِيلَ : أَهْلُ الشِّرْكِ . وَقِيلَ : عَامَّةٌ فِيهِمْ وَفِي الْعُصَاةِ ، عَلَى نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا الْآيَةَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي مَعْنَى الْآيَةِ ; وَأَنَّهَا دَالَّةٌ عَلَى هِجْرَانِ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَغَيْرِهِمْ ; فَإِنَّ صُحْبَتَهُمْ كُفْرٌ أَوْ مَعْصِيَةٌ ; إِذِ الصُّحْبَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا عَنْ مَوَدَّةٍ ; وَقَدْ قَالَ حَكِيمٌ :
عَنِ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارِنِ يَقْتَدِي
فَإِنْ كَانَتِ الصُّحْبَةُ عَنْ ضَرُورَةٍ وَتَقِيَّةٍ فَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِيهَا فِي " آلِ عِمْرَانَ " وَ " الْمَائِدَةِ " . وَصُحْبَةُ الظَّالِمِ عَلَى التَّقِيَّةِ مُسْتَثْنَاةٌ مِنَ النَّهْيِ بِحَالِ الِاضْطِرَارِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الرَّابِعَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ أَيْ تُحْرِقَكُمْ بِمُخَالَطَتِهِمْ وَمُصَاحَبَتِهِمْ وَمُمَالَأَتِهِمْ عَلَى إِعْرَاضِهِمْ وَمُوَافَقَتِهِمْ فِي أُمُورِهِمْ .