قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39يا صاحبي السجن أي يا ساكني السجن ; وذكر الصحبة لطول مقامهما فيه ، كقولك : أصحاب الجنة ، وأصحاب النار .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39أأرباب متفرقون أي في الصغر والكبر والتوسط ، أو متفرقون في العدد .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39خير أم الله الواحد القهار وقيل : الخطاب لهما ولأهل السجن ، وكان بين أيديهم أصنام يعبدونها من دون الله تعالى ، فقال ذلك إلزاما للحجة ; أي آلهة شتى لا تضر ولا تنفع .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39خير أم الله الواحد القهار الذي قهر كل شيء . نظيره :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59الله خير أم ما يشركون .
[ ص: 168 ] وقيل : أشار بالتفرق إلى أنه لو تعدد الإله لتفرقوا في الإرادة ولعلا بعضهم على بعض ، وبين أنها إذا تفرقت لم تكن آلهة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40ما تعبدون من دونه إلا أسماء بين عجز الأصنام وضعفها فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40ما تعبدون من دونه أي من دون الله إلا ذوات أسماء لا معاني لها .
" سميتموها " من تلقاء أنفسكم . وقيل : عنى بالأسماء المسميات ; أي ما تعبدون إلا أصناما ليس لها من الإلهية شيء إلا الاسم ; لأنها جمادات . وقال : " ما تعبدون " وقد ابتدأ بخطاب الاثنين ; لأنه قصد جميع من هو على مثل حالهما من الشرك . إلا أسماء سميتموها
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40أنتم وآباؤكم فحذف المفعول الثاني للدلالة ; والمعنى : سميتموها آلهة من عند أنفسكم .
" ما أنزل الله " ذلك في كتاب . قال
سعيد بن جبير : " من سلطان " أي من حجة .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40إن الحكم إلا لله الذي هو خالق الكل .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40أمر ألا تعبدوا إلا إياه تعبدوه وحده ولا تشركوا معه غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40ذلك الدين القيم أي القويم . ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَيْ يَا سَاكِنَيِ السِّجْنِ ; وَذَكَرَ الصُّحْبَةَ لِطُولِ مَقَامِهِمَا فِيهِ ، كَقَوْلِكَ : أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ، وَأَصْحَابُ النَّارِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ أَيْ فِي الصِّغَرِ وَالْكِبْرِ وَالتَّوَسُّطِ ، أَوْ مُتَفَرِّقُونَ فِي الْعَدَدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ وَقِيلَ : الْخِطَابُ لَهُمَا وَلِأَهْلِ السِّجْنِ ، وَكَانَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أَصْنَامٌ يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ ذَلِكَ إِلْزَامًا لِلْحُجَّةِ ; أَيْ آلِهَةٌ شَتَّى لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ الَّذِي قَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ . نَظِيرُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59اللَّهُ خَيْرٌ أَمْ مَا يُشْرِكُونَ .
[ ص: 168 ] وَقِيلَ : أَشَارَ بِالتَّفَرُّقِ إِلَى أَنَّهُ لَوْ تَعَدَّدَ الْإِلَهُ لَتَفَرَّقُوا فِي الْإِرَادَةِ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَبَيَّنَ أَنَّهَا إِذَا تَفَرَّقَتْ لَمْ تَكُنْ آلِهَةٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً بَيَّنَ عَجْزَ الْأَصْنَامِ وَضَعْفَهَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ أَيْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلَّا ذَوَاتِ أَسْمَاءٍ لَا مَعَانِيَ لَهَا .
" سَمَّيْتُمُوهَا " مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُمْ . وَقِيلَ : عَنَى بِالْأَسْمَاءِ الْمُسَمَّيَاتِ ; أَيْ مَا تَعْبُدُونَ إِلَّا أَصْنَامًا لَيْسَ لَهَا مِنَ الْإِلَهِيَّةِ شَيْءٌ إِلَّا الِاسْمُ ; لِأَنَّهَا جَمَادَاتٌ . وَقَالَ : " مَا تَعْبُدُونَ " وَقَدِ ابْتَدَأَ بِخِطَابِ الِاثْنَيْنِ ; لِأَنَّهُ قَصَدَ جَمِيعَ مَنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمَا مِنَ الشِّرْكِ . إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ الثَّانِيَ لِلدَّلَالَةِ ; وَالْمَعْنَى : سَمَّيْتُمُوهَا آلِهَةً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ .
" مَا أَنْزَلَ اللَّهُ " ذَلِكَ فِي كِتَابٍ . قَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : " مِنْ سُلْطَانٍ " أَيْ مِنْ حُجَّةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ الَّذِي هُوَ خَالِقُ الْكُلِّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ تَعْبُدُوهُ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا مَعَهُ غَيْرَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ أَيِ الْقَوِيمُ . وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ .