قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم ابتداء وخبره . وقيل : معناه لهم طوبى ، ف " طوبى " رفع بالابتداء ، ويجوز أن يكون موضعه نصبا على تقدير : جعل لهم طوبى ، ويعطف عليه " وحسن مآب " على الوجهين المذكورين ، فترفع أو تنصب . وذكر
عبد الرزاق : أخبرنا
معمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن
عمرو بن أبي يزيد البكالي عن
عتبة بن [ ص: 276 ] عبد السلمي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835329 ( جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الجنة وذكر الحوض فقال : فيها فاكهة ؟ قال : نعم شجرة تدعى طوبى قال : يا رسول الله ! أي شجر أرضنا تشبه ؟ قال لا تشبه شيئا من شجر أرضك ، أأتيت الشام هناك شجرة تدعى الجوزة تنبت على ساق ويفترش أعلاها . قال : يا رسول الله ! فما عظم أصلها ؟ ! قال : لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما . وذكر الحديث ، وقد كتبناه بكماله في أبواب الجنة من كتاب " التذكرة " ، والحمد لله . وذكر
ابن المبارك قال : أخبرنا
معمر عن
الأشعث عن
عبد الله عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : في الجنة شجرة يقال لها طوبى ; يقول الله تعالى لها : تفتقي لعبدي عما شاء ; فتفتق له عن فرس بسرجه ولجامه وهيئته كما شاء ، وتفتق عن الراحلة برحلها وزمامها وهيئتها كما شاء ، وعن النجائب والثياب . وذكر
ابن وهب من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب عن
nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة الباهلي قال :
nindex.php?page=treesubj&link=30387طوبى شجرة في الجنة ليس منها دار إلا وفيها غصن منها ، ولا طير حسن إلا هو فيها ، ولا ثمرة إلا هي منها ; وقد قيل : إن أصلها في قصر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة ، ثم تنقسم فروعها على منازل أهل الجنة ، كما انتشر منه العلم والإيمان على جميع أهل الدنيا . وقال
ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29طوبى لهم فرح لهم وقرة عين ; وعنه أيضا أن طوبى اسم الجنة بالحبشية ; وقاله
سعيد بن جبير .
الربيع بن أنس : هو البستان بلغة الهند ; قال
القشيري : إن صح هذا فهو وفاق بين اللغتين . وقال
قتادة : طوبى لهم حسنى لهم .
عكرمة : نعمى لهم .
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي : خير لهم ، وعنه أيضا كرامة من الله لهم .
الضحاك : غبطة لهم .
النحاس : وهذه الأقوال متقاربة ; لأن طوبى فعلى من الطيب ; أي العيش الطيب لهم ; وهذه الأشياء ترجع إلى الشيء الطيب . وقال
الزجاج : طوبى فعلى من الطيب ، وهي الحالة المستطابة لهم ; والأصل طيبى ، فصارت الياء واوا لسكونها وضم ما قبلها ، كما قالوا : موسر وموقن . قلت : والصحيح أنها شجرة ; للحديث المرفوع الذي ذكرناه ، وهو صحيح على ما ذكره
السهيلي ; ذكره
أبو عمر في التمهيد ، ومنه نقلناه ; وذكره أيضا
الثعلبي في تفسيره ; وذكر أيضا
[ ص: 277 ] المهدوي والقشيري عن
معاوية بن قرة عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
طوبى شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه تنبت الحلي والحلل وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة ومن أراد زيادة على هذه الأخبار فليطالع
الثعلبي . وقال
ابن عباس : طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار علي ، وفي دار كل مؤمن منها غصن . وقال
أبو جعفر محمد بن علي : (
سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29طوبى لهم وحسن مآب قال : شجرة أصلها في داري وفروعها في الجنة ثم سئل عنها مرة أخرى فقال : شجرة أصلها في دار علي وفروعها في الجنة . فقيل له : يا رسول الله ! سئلت عنها فقلت : أصلها في داري وفروعها في الجنة ثم سئلت عنها فقلت : أصلها في دار علي وفروعها في الجنة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن داري ودار علي غدا في الجنة واحدة في مكان واحد وعنه - صلى الله عليه وسلم - : هي شجرة أصلها في داري وما من دار من دوركم إلا مدلى فيها غصن منها وحسن مآب آب إذا رجع . وقيل : تقدير الكلام الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله وعملوا الصالحات طوبى لهم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ ابْتِدَاءٌ وَخَبَرُهُ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ لَهُمْ طُوبَى ، فَ " طُوبَى " رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَوْضِعُهُ نَصْبًا عَلَى تَقْدِيرِ : جَعَلَ لَهُمْ طُوبَى ، وَيُعْطَفُ عَلَيْهِ " وَحُسْنُ مَآبٍ " عَلَى الْوَجْهَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ ، فَتُرْفَعُ أَوْ تُنْصَبُ . وَذَكَرَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17298يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ
عَمْرِو بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْبِكَالِيِّ عَنْ
عُتْبَةَ بْنِ [ ص: 276 ] عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835329 ( جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَهُ عَنِ الْجَنَّةِ وَذَكَرَ الْحَوْضَ فَقَالَ : فِيهَا فَاكِهَةٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ ؟ قَالَ لَا تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِكَ ، أَأَتَيْتَ الشَّامَ هُنَاكَ شَجَرَةٌ تُدْعَى الْجَوْزَةُ تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَيُفْتَرَشُ أَعْلَاهَا . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَمَا عِظَمٌ أَصْلِهَا ؟ ! قَالَ : لَوِ ارْتَحَلْتَ جَذَعَةً مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ مَا أَحَطْتَ بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَقَدْ كَتَبْنَاهُ بِكَمَالِهِ فِي أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مِنْ كِتَابِ " التَّذْكِرَةِ " ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ . وَذَكَرَ
ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ عَنِ
الْأَشْعَثَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا طُوبَى ; يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا : تَفَتَّقِي لِعَبْدِي عَمَّا شَاءَ ; فَتَفَتَّقَ لَهُ عَنْ فَرَسٍ بِسَرْجِهِ وَلِجَامِهِ وَهَيْئَتِهِ كَمَا شَاءَ ، وَتَفَتَّقَ عَنِ الرَّاحِلَةِ بِرَحْلِهَا وَزِمَامِهَا وَهَيْئَتِهَا كَمَا شَاءَ ، وَعَنِ النَّجَائِبِ وَالثِّيَابِ . وَذَكَرَ
ابْنُ وَهْبٍ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=481أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=30387طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَيْسَ مِنْهَا دَارٌ إِلَّا وَفِيهَا غُصْنٌ مِنْهَا ، وَلَا طَيْرٌ حَسَنٌ إِلَّا هُوَ فِيهَا ، وَلَا ثَمَرَةٌ إِلَّا هِيَ مِنْهَا ; وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ أَصْلَهَا فِي قَصْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْجَنَّةِ ، ثُمَّ تَنْقَسِمُ فُرُوعُهَا عَلَى مَنَازِلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، كَمَا انْتَشَرَ مِنْهُ الْعِلْمُ وَالْإِيمَانُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الدُّنْيَا . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29طُوبَى لَهُمْ فَرَحٌ لَهُمْ وَقُرَّةُ عَيْنٍ ; وَعَنْهُ أَيْضًا أَنَّ طُوبَى اسْمُ الْجَنَّةِ بِالْحَبَشِيَّةِ ; وَقَالَهُ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ .
الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : هُوَ الْبُسْتَانُ بِلُغَةِ الْهِنْدِ ; قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : إِنْ صَحَّ هَذَا فَهُوَ وِفَاقٌ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : طُوبَى لَهُمْ حُسْنَى لَهُمْ .
عِكْرِمَةُ : نُعْمَى لَهُمْ .
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ : خَيْرٌ لَهُمْ ، وَعَنْهُ أَيْضًا كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ .
الضَّحَّاكُ : غِبْطَةٌ لَهُمْ .
النَّحَّاسُ : وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ مُتَقَارِبَةٌ ; لِأَنَّ طُوبَى فُعْلَى مِنَ الطِّيبِ ; أَيِ الْعَيْشُ الطَّيِّبُ لَهُمْ ; وَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ تَرْجِعُ إِلَى الشَّيْءِ الطَّيِّبِ . وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : طُوبَى فُعْلَى مِنَ الطِّيبِ ، وَهِيَ الْحَالَةُ الْمُسْتَطَابَةُ لَهُمْ ; وَالْأَصْلُ طُيْبَى ، فَصَارَتِ الْيَاءُ وَاوًا لِسُكُونِهَا وَضَمِّ مَا قَبْلَهَا ، كَمَا قَالُوا : مُوسِرٌ وَمُوقِنٌ . قُلْتُ : وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا شَجَرَةٌ ; لِلْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى مَا ذَكَرَهُ
السُّهَيْلِيُّ ; ذَكَرَهُ
أَبُو عُمَرَ فِي التَّمْهِيدِ ، وَمِنْهُ نَقَلْنَاهُ ; وَذَكَرَهُ أَيْضًا
الثَّعْلَبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ ; وَذَكَرَ أَيْضًا
[ ص: 277 ] الْمَهْدَوِيُّ وَالْقُشَيْرِيُّ عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ غَرَسَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ تُنْبِتُ الْحُلِيَّ وَالْحُلَلَ وَإِنَّ أَغْصَانَهَا لَتُرَى مِنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ وَمَنْ أَرَادَ زِيَادَةً عَلَى هَذِهِ الْأَخْبَارِ فَلْيُطَالِعِ
الثَّعْلَبِيَّ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِي دَارِ عَلِيٍّ ، وَفِي دَارِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْهَا غُصْنٌ . وَقَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : (
سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=29طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ قَالَ : شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِي دَارِي وَفُرُوعُهَا فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ سُئِلَ عَنْهَا مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ : شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِي دَارِ عَلِيٍّ وَفُرُوعُهَا فِي الْجَنَّةِ . فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! سُئِلْتَ عَنْهَا فَقُلْتَ : أَصْلُهَا فِي دَارِي وَفُرُوعُهَا فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ سُئِلْتَ عَنْهَا فَقُلْتَ : أَصْلُهَا فِي دَارِ عَلِيٍّ وَفُرُوعُهَا فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنَّ دَارِي وَدَارَ عَلِيٍّ غَدًا فِي الْجَنَّةِ وَاحِدَةٌ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ وَعَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : هِيَ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِي دَارِي وَمَا مِنْ دَارٍ مِنْ دُورِكُمْ إِلَّا مُدَلًّى فِيهَا غُصْنٌ مِنْهَا وَحُسْنُ مَآبٍ آبَ إِذَا رَجَعَ . وَقِيلَ : تَقْدِيرُ الْكَلَامِ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ .