قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22إلهكم إله واحد لما بين استحالة الإشراك بالله - تعالى - بين أن المعبود واحد لا رب غيره ولا معبود سواه .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة أي لا تقبل الوعظ ولا ينفع فيها الذكر ، وهذا رد على القدرية .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22وهم مستكبرون متكبرون متعظمون عن قبول الحق . وقد تقدم في ( البقرة ) معنى الاستكبار
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون أي من القول والعمل فيجازيهم . قال
الخليل : لا جرم كلمة تحقيق ولا تكون إلا جوابا ; يقال : فعلوا ذلك ; فيقال : لا جرم سيندمون . أي حقا أن لهم النار . وقد مضى القول في هذا في " هود " مستوفى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23إنه لا يحب المستكبرين أي لا يثيبهم ولا يثني عليهم . وعن
الحسين بن علي أنه مر بمساكين قد قدموا كسرا بينهم وهم يأكلون فقالوا : الغذاء يا
أبا عبد الله ، فنزل وجلس معهم وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23إنه لا يحب المستكبرين فلما فرغ قال : قد أجبتكم فأجيبوني ; فقاموا معه إلى منزله فأطعمهم وسقاهم وأعطاهم وانصرفوا . قال العلماء . وكل ذنب يمكن التستر منه وإخفاؤه إلا الكبر ; فإنه فسق يلزمه الإعلان ، وهو أصل العصيان كله . وفي
[ ص: 87 ] الحديث الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500162إن المستكبرين يحشرون أمثال الذر يوم القيامة يطؤهم الناس بأقدامهم لتكبرهم . أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - : تصغر لهم أجسامهم في المحشر حتى يضرهم صغرها وتعظم لهم في النار حتى يضرهم عظمها .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28987قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَمَّا بَيَّنَ اسْتِحَالَةَ الْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ - تَعَالَى - بَيَّنَ أَنَّ الْمَعْبُودَ وَاحِدٌ لَا رَبَّ غَيْرُهُ وَلَا مَعْبُودَ سِوَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ أَيْ لَا تَقْبَلُ الْوَعْظَ وَلَا يَنْفَعُ فِيهَا الذِّكْرُ ، وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ مُتَكَبِّرُونَ مُتَعَظِّمُونَ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي ( الْبَقَرَةِ ) مَعْنَى الِاسْتِكْبَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ أَيْ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ فَيُجَازِيهِمْ . قَالَ
الْخَلِيلُ : لَا جَرَمَ كَلِمَةُ تَحْقِيقٍ وَلَا تَكُونُ إِلَّا جَوَابًا ; يُقَالُ : فَعَلُوا ذَلِكَ ; فَيُقَالُ : لَا جَرَمَ سَيَنْدَمُونَ . أَيْ حَقًّا أَنَّ لَهُمُ النَّارَ . وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي هَذَا فِي " هُودٍ " مُسْتَوْفًى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ أَيْ لَا يُثِيبُهُمْ وَلَا يُثْنِي عَلَيْهِمْ . وَعَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ مَرَّ بِمَسَاكِينَ قَدْ قَدَّمُوا كِسَرًا بَيْنَهُمْ وَهُمْ يَأْكُلُونَ فَقَالُوا : الْغِذَاءَ يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، فَنَزَلَ وَجَلَسَ مَعَهُمْ وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : قَدْ أَجَبْتُكُمْ فَأَجِيبُونِي ; فَقَامُوا مَعَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَطْعَمَهُمْ وَسَقَاهُمْ وَأَعْطَاهُمْ وَانْصَرَفُوا . قَالَ الْعُلَمَاءُ . وَكُلُّ ذَنْبٍ يُمْكِنُ التَّسَتُّرُ مِنْهُ وَإِخْفَاؤُهُ إِلَّا الْكِبْرَ ; فَإِنَّهُ فِسْقٌ يَلْزَمُهُ الْإِعْلَانُ ، وَهُوَ أَصْلُ الْعِصْيَانِ كُلِّهِ . وَفِي
[ ص: 87 ] الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500162إِنَّ الْمُسْتَكْبِرِينَ يُحْشَرُونَ أَمْثَالَ الذَّرِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَطَؤُهُمُ النَّاسُ بِأَقْدَامِهِمْ لِتَكَبُّرِهِمْ . أَوْ كَمَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : تُصَغَّرُ لَهُمْ أَجْسَامُهُمْ فِي الْمَحْشَرِ حَتَّى يَضُرَّهُمْ صِغَرُهَا وَتُعَظَّمُ لَهُمْ فِي النَّارِ حَتَّى يَضُرَّهُمْ عِظَمُهَا .