قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ ص: 95 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38وأقسموا بالله جهد أيمانهم هذا تعجيب من صنعهم ، إذ أقسموا بالله وبالغوا في تغليظ اليمين بأن الله لا يبعث من يموت . ووجه التعجيب أنهم يظهرون تعظيم الله فيقسمون به ثم يعجزونه عن بعث الأموات . وقال
أبو العالية : كان لرجل من المسلمين على مشرك دين فتقاضاه ، وكان في بعض كلامه : والذي أرجوه بعد الموت إنه لكذا ، فأقسم المشرك بالله : لا يبعث الله من يموت ; فنزلت الآية . وقال
قتادة : ذكر لنا أن
ابن عباس قال له رجل : يا
ابن عباس ، إن ناسا يزعمون أن
عليا مبعوث بعد الموت قبل الساعة ، ويتأولون هذه الآية . فقال
ابن عباس : كذب أولئك ! إنما هذه الآية عامة للناس ، لو كان
علي مبعوثا قبل القيامة ما نكحنا نساءه ولا قسمنا ميراثه .
بلى هذا رد عليهم ; أي بلى ليبعثنهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38وعدا عليه حقا مصدر مؤكد ; لأن قوله يبعثهم يدل على الوعد ، أي وعد البعث وعدا حقا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38ولكن أكثر الناس لا يعلمون أنهم مبعوثون . وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=835414قال الله - تعالى - كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . وقد تقدم ويأتي
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [ ص: 95 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ هَذَا تَعْجِيبٌ مِنْ صُنْعِهِمْ ، إِذْ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ وَبَالَغُوا فِي تَغْلِيظِ الْيَمِينِ بِأَنَّ اللَّهَ لَا يَبْعَثُ مَنْ يَمُوتُ . وَوَجْهُ التَّعْجِيبِ أَنَّهُمْ يُظْهِرُونَ تَعْظِيمَ اللَّهِ فَيُقْسِمُونَ بِهِ ثُمَّ يُعَجِّزُونَهُ عَنْ بَعْثِ الْأَمْوَاتِ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : كَانَ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مُشْرِكٍ دَيْنٌ فَتَقَاضَاهُ ، وَكَانَ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ : وَالَّذِي أَرْجُوهُ بَعْدَ الْمَوْتِ إِنَّهُ لَكَذَا ، فَأَقْسَمَ الْمُشْرِكُ بِاللَّهِ : لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ; فَنَزَلَتِ الْآيَةُ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ
ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا
ابْنَ عَبَّاسٍ ، إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ
عَلِيًّا مَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ قَبْلَ السَّاعَةِ ، وَيَتَأَوَّلُونَ هَذِهِ الْآيَةِ . فَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَذَبَ أُولَئِكَ ! إِنَّمَا هَذِهِ الْآيَةُ عَامَّةٌ لِلنَّاسِ ، لَوْ كَانَ
عَلِيٌّ مَبْعُوثًا قَبْلَ الْقِيَامَةِ مَا نَكَحْنَا نِسَاءَهُ وَلَا قَسَمْنَا مِيرَاثَهُ .
بَلَى هَذَا رَدٌّ عَلَيْهِمْ ; أَيْ بَلَى لَيَبْعَثَنَّهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا مَصْدَرٌ مُؤَكَّدٌ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ يَبْعَثُهُمْ يَدُلُّ عَلَى الْوَعْدِ ، أَيْ وَعَدَ الْبَعْثَ وَعْدًا حَقًّا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=835414قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا وَأَنَا الْأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ . وَقَدْ تَقَدَّمَ وَيَأْتِي